وكان يقول ذلك يوم صفين وهو يطارد ، فقال له عمار بن ياسر : يا أمير المؤمنين ما هذه الكنايات ؟ قال : اسم اللَّه الأعظم » الخبر « 1 » .
وفي « المشارق » أنّه لمّا دخل مولانا الصادق عليه السّلام على داود قاتل المعلَّى بن خنيس فقال :
« يا داود ! قتلت مولاي ووكيلي ، وما كفاك القتل حتى صلبته ، واللَّه لأدعونّ عليك فيقتلك اللَّه كما قتلته » .
فقال داود : أتهدّدني بدعائك ؟ أدع اللَّه فإذا استجاب لك فادعه عليّ ، فخرج أبو عبد اللَّه عليه السّلام مغضبا ، فلما جنّ الليل اغتسل واستقبل القبلة ثم قال :
« يا ذا يا ذي يا ذوات إرم داود بسهم من سهام قهرك تقلقل به قلبه » ثم قال لغلامه : « أخرج واسمع الصائح » ، فجاء الخبر أنّ داود قد هلك ، فخرّ الإمام عليه السّلام ساجدا وقال :
« لقد دعوت بثلاث كلمات لو قسمت على أهل الأرض لزلزلت بمن عليها » « 2 » .
قلت : ولعلّ ذا إشارة إلى اللَّه سبحانه الحاضر القريب الذي لا أقرب منه من حيث حضوره وظهوره وتجلَّيه في كل شيء بفعله وصنعه ونوره ، وذي إشارة إليه من طريق النفس التي هي أعظم آية وأقرب لها إليه ، إذ ليس شيء أقرب ولا أدلّ من نفس الشيء عليه .
والذوات إشارة إليه من طريق جميع الذوات التي هو سبحانه * ( مذوتّها فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّه ) * « 3 » .