واحد والمراد به الصفة ، فإن صفة الشيء مثله ، بل لا يعرف الشيء إلا بصفة التي هي مثله ، وللَّه المثل الأعلى في السماوات والأرض .
وفي الأدعية : « أسئلك بأسمائك الحسنى وأمثالك العليا » .
وفي الجامعة الكبيرة : « إنّهم المثل الأعلى » .
وذلك لأنهم الآيات التي يستدل بها عليه سبحانه ، فهم مثله أي مثل صفته التي تدل عليه كما قال مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام : « صفة استدلال عليه ، لا صفة تكشف له » .
فصح بذلك ثبوت المثل واتضح نفي المثل ، ولا يستلزم ذلك نفي الذات كما توهم لأن الموصوف لا يصح أن يكون صفة لصفته .
وباللون غير مصبوغ لا بالألوان بل بصبغة اللَّه التي هي حكاية فعله ، وتجوهر أنوار قدسه « ومن أحسن من اللَّه صبغة » « 1 » .
منفي عنه الأقطار لبساطته المطلقة التي لا أبسط منه في أفق الأكوان والوجود ، فلا يتصف بشيء من الأقطار والحدود .
محجوب عنه حس كل متوهم لأنه عال متعال من أن تناله الأوهام أو تدركه الأفهام ، وذلك لأنه إنما تحد الأدوات أنفسها ، وتشير الآلات إلى نظائرها ، وتوهّم كل متوهم إنما هو من سنخ رتبته لا يجاوز طوره ومقامه ، فالمحجوب إنما هو حسّ المتوهم لقصوره في ذاته وانحجابه بنفسه ، لا ذلك الاسم ، فإنه ظاهر مكشوف باهر معروف ، هذا كاحتجاب الشمس عن أعين الخفافيش .
نعم ، في تعليق الحكم على الموصوف إيماء إلى أنه يمكن إدراكه بنور الفؤاد الذي هو أعلى مشاعر الإنسان ، وذلك لأنه المشية الجزئيّة ، والكلية الإلهية ، وذلك ،