وقوله : « الخبز اسم للمأكول » « 1 » .
فإنه إشارة إلي بيان الفرق بين الاتحاد في المفهوم والاتحاد في المصداق ، فإن مسمى الخبز مصداق المأكول ، ومفهوم المأكول لا يتصف بما يتصف به مصداقه ، فإن معنى المأكول غير مأكول ، ومعنى المشروب غير مشروب ، إنما المأكول والمشروب شيء آخر غير المعنيين ، وهما الخبز والماء ، فمجرد صدق الأسماء على اللَّه لا يدل على اتحادهما في أنفسهما ، ولا على عينيتها له سبحانه .
وبأنه لو كان الاسم عين المسمى لصح أن يقال : ( عبدت اسم اللَّه ) و ( رزقني اسم اللَّه ) و ( أكلت اسم الخبز ) و ( شربت اسم الماء ) وهذا مما ينسب قائله إلى الجهل .
وبأنه إذا سئل عن اسم شخص يقال في جوابه اللفظ الموضوع له ، ولا يشار إلى عينه .
هذا حاصل ما ذكروه في المقام مع زيادة تحرير وتحبير .
وقد تبيّن من جميع ما مرّ أن الاسم بأي معنى من المعاني ، وفي كل مرتبة من المراتب غير المسمى في تلك المرتبة ، لأنه قضيّة التسمية ، فإن الواجب تعالى هو الوجود الحق الذي ليس إطلاق ، ولا تقييد ، ولا عموم ، ولا خصوص ، ولا مهية أخرى غير الوجود ، بل إنيّته مهيته ، ومهيته إنيّته ، فجميع الأسماء والصفات بألفاظها ومعانيها ومفاهيمها خارجة عنه مغايرة له ، نعم ، إنما خلقها اللَّه تعالى ليدعوه بها عباده ، وإنما المراد بها كلها هو المعبود الحق .
قال الصادق عليه السّلام في خبر الزنديق : « إنه هو الرب وهو المعبود ، وهو اللَّه ، وليس قولي اللَّه إثبات هذه الحروف :
ألف ولام ، وهاء لكني أرجع إلى معنى هو شيء خالق الأشياء وصانعها ، وقعت