بالنبوة وعلي عليه السّلام هو الظاهر بالولاية ، ولا نبوة إلا بالولاية ، ومحمد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم صاحب التنزيل ، وعلي عليه السّلام صاحب التأويل ، وإلى هذا الإشارة بقوله صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « أعطيت لواء الحمد وعليّ حامله » « 1 » .
سابعها : أنّ محمدا صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم من حيث أنه خاتم النبيين يتوقف ختمه للنبوة على كون علي عليه السّلام خاتم الوصيين ، إذ لو تختم الوصية لم تختم النبوة ، ولا يخفى في الظاهر أن الأمر في هذا الوجه على العكس ولكن في الحقيقة لا منافاة في كون المعلول علة لكون علته علة من باب التضايف إذ الشيء لا يكون علة إلا يكون المعلول معلولا له ، فافهم .
ثامنها : أن الأشياء كلها بحكم شيء واحد ، بل هو شيء واحد في الحقيقة يتوقف بعضها على بعض لكون العالي مجازا ودرجة لما تحته في الصعود ووسيلة له إلى المعبود ، وكون السافل مجازا للعالي ومظهرا في النزول ورابطة بين العلة والمعلول حتى أنه لو تغير البعض تغير الكل .
كما ورد في الخبر : أن نبيا من الأنبياء شكى بعض ما ناله من المكروه إلى اللَّه تعالى ، فأوحى اللَّه تعالى إليه : أتشكوني ولست بأهل ذم لا شكوى ، هكذا بدو شأنك في علم الغيب فلم تسخط قضائي عليك ، أتريد أن أغيّر الدنيا لأجلك أو أغيّر اللوح المحفوظ بسببك ، فأقضى ما تريد دون ما أريد ويكون ما تحب دون ما أحب ؟ فبعزتي لئن تلجلج هذا في صدرك مرة أخرى لأسلبنك ثواب النبوة ولأوردتك النار ولا أبالي .
الخبر فإنه صريح في توقف الأشياء بعضها على بعض » . انتهى كلامه .
