responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 132


ولكن سرّ اللَّه شطران فيكما * فكنت لتسطو ثم كان ليغفرا ولحفظ أدب البابية قدم السطوة على المغفرة ، كما قدم الباء على السين في البسملة ، هذا في القوس الصعودي وبالنسبة إلينا ، وأما في القوس النزولي فالنبوة مقدمة على الولاية بثمانين ألف سنة ، فإن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم مظهر جلال القدرة ، وكان يطوف حول جلال العظمة ، والولي مظهر العظمة وكان يطوف حول جلال القدرة .
كما روي عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم على ما رواه في « البحار » عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري أنه سأله عن أول ما خلق اللَّه ؟ فقال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : أول ما خلق اللَّه نور بينك يا جابر كان يطوف حول جلال القدرة ثمانين ألف سنة فلمّا وصل إلى جلال العظمة خلق فيه نور علي عليه السّلام ، فكان نوري يطوف حول جلال العظمة ونور علي يطوف حول جلال القدرة . . . » الخبر « 1 » .
وذلك لأن القدرة مقدمة على العظمة ، فإنّ أول ما يظهر من القادر هو قدرته التي يصدر بها جميع أفاعيله وآثاره وشؤونه ولذا كانت لها الاستطالة على كل شيء كما أشير إليه بقوله في دعاء السحر وغيره : « اللهم إني أسئلك من قدرتك بالقدرة التي استطلت بها على كل شيء وكل قدرتك مستطيلة » .
وهذه هي الولاية المطلقة التي هي باطن النبوة لا الولاية التي تقابلها ، وهي الكلمة التي انزجر بها العمق الأكبر يعني الإمكان فضلا عن الأكوان ، وهي اليد التي في قبضتها السماوات والأرض وملكوت كل شيء الآخذة بناصية كل دابة بل كل شيء .
وأما العظمة فهي مقام الكثرة والظهور ، وهي تحت القدرة إذ القدرة مقام الإجمال ، والعظمة مقام التفصيل ، والقدرة الأصل القديم والعظمة الفرع الكريم ،


( 1 ) بحار الأنوار : ج 57 / 117 وج 25 / 22 ، ح 38 .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست