والسين سناء اللَّه ، والميم ملك اللَّه .
قال السائل : اللَّه ، فقال : الألف : آلاء اللَّه على خلقه والمنعم بولايتنا ، واللام إلزام خلقه ولايتنا .
قال : قلت : فالهاء ؟ قال : هوان لمن خالف محمدا وآل محمد ، قال : قلت :
الرحمن ؟ قال : بجميع العالم ، قال : قلت : الرحيم ؟ قال : بالمؤمنين ، وهم شيعة آل محمد خاصة » « 1 » .
أقول : والمراد ببهاء اللَّه ، جلاله الذي هو مقام القهر والغلبة والاستيلاء والتمنع ، والمراد بسناء اللَّه جماله الذي هو مقام المحبة والمشاهدة والأنس وكل من إليها ، والسناء وإن كان كثيرا ما يطلق في الأخبار على ما يعم الآخر كالجمال والجلال ، لكنهما إذا اجتمعا افترقا ، ولما كان قلب الجمال محتويا على قلب محمد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم دل على الأنس والإيتلاف بالميم التي هي كمال الأربعة الحاكية عن الشكل المربع المقرون بالاتحاد والائتلاف .
كما أن قلب الجلال لاحتوائه على قلب علي عليه السّلام يدل على القهر والغلبة باللام التي هي كمال الثلاثة الحاكية عن الشكل المثلث ، وهو الشكل التفريق والتضاد والعناد .
وللَّه درّ ابن « 2 » أبي الحديد المعتزلي حيث قال خطابا لمولاي ومولى العالمين أمير المؤمنين روحي له الفداء وعليه آلاف التحية والثناء :
صدمت قريشا والرماح شواجر * فقطعت من أرحامها ما تشجرا فلو لا أناة في ابن عمك جعجعت * بعضبك أجرى من دم القوم أبحرا