نام کتاب : القرآن في الإسلام نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 79
يعتبرون النبوة والوحي والتكاليف الإلهية والثواب والعقاب والجنة والنار سياسات دينية بحتة ، وهم يذهبون إلى أن هذه كلها أكاذيب قيلت لمصالح خاصة ضرورية في حينها . يقولون : ان الأنبياء كانوا مصلحين جاؤوا ببرامج اصلاحية في اطار ديني . ونظرا إلى أن الناس كانوا في العصور السالفة منهمكين في الجهل والظلمة والخرافات وضع لهم الأنبياء النظم الدينية في ظل سلسلة من العقائد الخرافية تتمثل في مسائل المبدأ والمعاد . ماذا يقول القرآن في الموضوع : تفسير الوحي والنبوة بالشكل الذي بيناه انما هو لأولئك الباحثين الذين اشتغلوا بالعلوم المادية الطبيعية ، فهم يرون أن ما يوجد في الكون لابد أن يفسر بالتفسير المادي الطبيعي ، وتنتهي جميع الحوادث والأحداث عندهم إلى الأسباب الطبيعية البحتة . ومن هنا فسروا التعاليم السماوية بتفاسير اجتماعية تتفق واتجاههم الطبيعي ، ونظروا إلى تلك التعاليم كأحداث ظهرت لتفاعلات اجتماعية خاصة . فهي إذا تشبه الأحداث التي ظهرت على أيدي بعض النوابغ أمثال الملك كورش وداريوش والإسكندر المقدوني ، فكما لا تفسير لأعمال لو نسبوها إلى الله تعالى والأوامر السماوية الا ما مضى فكذا لا تفسير لأعمال الأنبياء الا ما ذكروه .
نام کتاب : القرآن في الإسلام نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 79