responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 76


ومكن له في القلوب البريئة الطاهرة ( واجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً ) وأي نصر وسلطان أعظم من ذكر النبي العظيم مقرونا باسم اللَّه خمس مرات في الأذان وفي كل صلاة واجبة ومستحبة ؟ . وآية قوة وقداسة أعظم من هذه القوة والقداسة التي منحها اللَّه لكلام محمد ، حيث قال عز من قائل : وما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا » - 7 الحشر » .
( وقُلْ جاءَ الْحَقُّ وزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ) . الحق هو رسالة محمد عقيدة وشريعة ، وكل ما عداها باطل وهباء في الواقع وعند اللَّه ، حتى ولو آمن به أهل الأرض جميعا . وقال المفسرون : المراد بالحق هنا الإسلام ، وبالباطل الشرك ، وان النبي ( ص ) لما فتح مكة دخل الكعبة ، وكان فيها 360 صنما ، فجعل يطعنها ويقول : جاء الحق ، وزهق الباطل ، ان الباطل كان زهوقا .
قوة الحق وقوة الباطل وتسأل : ان ما نراه ونشاهده في أحيان كثيرة أن أهل الباطل هم الغالبون ، وأهل الحق مغلوبون ، ويتنافى هذا مع ظاهر قوله تعالى : « إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً » ؟ .
الجواب : ان للحق قوة ذاتية لا تنفك عنه بحال ، وهي تفعل فعلها ، وتؤثر أثرها في القلوب النقية الزاكية . . وكثيرا ما يبلغ هذا الأثر من النفوس الطيبة حدا لا تقوى على مقاومته سيوف الجلادين ، ومشانق الطغاة الجائرين . . وقد حدثنا التاريخ عن شهداء العقيدة : كيف أقدموا على الاستشهاد بوجوه باسمة ، ونفوس راضية ، بل حصل ذلك في عصرنا بفيتنام وكوريا وفلسطين وغيرها ، اجل ان هؤلاء قليلون شأن كل كريم وثمين ، ولو كانوا الأكثر عددا أو كثيرين - نسبيا - لامتلأت الأرض قسطا وعدلا ، وما كان للظلم والجور فيها عين ولا اثر ، ولسنا نشك ان الانسانية تسير في هذا الطريق وان طال ، ما دام الصراع قائما بين المحقين والمعتدين .
أما الباطل فلا حول له ولا طول ، وانما يستمد قوته وبقاءه من الرشاوات

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست