responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 59


والملائكة ، وأنزل علينا من السماء كتابا نقرأه . . وأجابهم سبحانه في هذه الآية بأنه قد سبق في قضائه وقدره ان يستأصل بالعذاب كل قوم كذبوا بآية جاءت وفق ما طلبوا واقترحوا ، فلقد اقترحت ثمود من قبل على نبيها صالح ناقة خارقة ، ولما جاءتهم على الوصف الذي اقترحوه كفروا بها وعقروها ، فاخذتهم الرجفة وكانوا من الهالكين . وسبق التفصيل في سورة الأعراف الآية 73 و 79 ج 3 ص 350 .
وقد سبق في قضاء اللَّه وقدره أن لا يستأصل قريشا التي اقترحت ما اقترحت على رسول اللَّه ، لأن رجالا منها سيتوبون ويؤمنون ، وآخرين يولد لهم من يجاهد في اللَّه حق جهاده ، وفوق هذا فان اللَّه سبحانه قضى وقدر أن تبقى أمة محمد ( ص ) وشريعته إلى يوم يبعثون ، ولهذا وغيره من الأسباب لم يستجب سبحانه إلى مقترحات قريش ( وما نُرْسِلُ بِالآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً ) . فما من آية ظهرت أو تظهر على يد نبي من الأنبياء إلا والغاية منها العظة والزجر والتخويف من عذاب ليس له دافع ولا رافع . . فما بالهم يقترحون الخوارق ويستعجلونها ، وهي نقمة عليهم وعذاب .
( وإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ ) . سبق أن المشركين اقترحوا الخوارق على رسول اللَّه ( ص ) وأن اللَّه أوحى إليه انه لو استجاب لهم وعصوا لهلكوا . .
ولكن هذا الجواب لم يقنع المشركين ، وقالوا لرسول اللَّه لو كنت نبيا لجئتنا بما اقترحنا . . ولما بلغ الأمر بهم إلى هذا الحد خاطب سبحانه نبيه الكريم بقوله :
( وإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ ) أي امض في دعوتك ، ولا تكترث بمن يعاند ويكابر ، فنحن اعلم بالناس وما يقولون ويفعلون ، وهم جميعا في قبضتنا نصدهم عنك وعن إيذائك ، وفي هذا المعنى قوله تعالى : « واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ .
( وما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) . ذكر سبحانه أنه قد أرى نبيه رؤيا في منامه ، وانها فتنة للناس ، ولكنه لم يبين ما هي هذه الرؤيا ، ولا المراد من الفتنة ، ومن هنا اختلف المفسرون في معناهما ، وذكر الرازي في تفسيره الكبير ، وأبو حيان الأندلسي في البحر المحيط ، ومحمد بن احمد الكلبي في كتاب التسهيل ، ذكروا وغيرهم أيضا أقوالا في تفسير الرؤيا والفتنة ، منها أن النبي ( ص )

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست