responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 502


أن يسمع ويرى ، وينفع ويضر ، فهل تتوافر هذه الصفات فيما تعبدون ؟ . والاستفهام هنا للإنكار .
( قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ ) . هذا اعتراف صريح بأنهم مقلدون . .
ولا عجب فقد رأينا في القرن العشرين وعصر الفضاء ، رأينا أتباع الأحزاب والمنظمات بشتى أنواعها يقلدون رؤساءهم ، ويستدلون بأقوالهم ، ويأخذونها أخذ البديهيات من غير تحقيق وتمحيص .
( قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وآباؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ ) . إذا قلدتم أنتم آباءكم فأنا لا أقلد أحدا ، وأعلن براءتي من آلهتكم وعداوتي لها ، ولا أعبد إلا رب العالمين ، فهو وليي في الدنيا والآخرة ، فان كانت أصنامكم آلهة كما تزعمون فلتنزل كيدها بي وسخطها ، فإني أتحداكم وأتحداها .
( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ) . لقد وهبني اللَّه عقلا أهتدي به إلى الحق ، وأنا أتبعه وأحسن استعماله ، ولا أقلد أحدا كما تزعمون ( والَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي ويَسْقِينِ ) بتيسير الأسباب لي ولجميع خلقه ، فلقد خلق سبحانه هذه الأرض ، وأودعها ما يحتاجون إليه ، وقال : « هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ » - 15 الملك ( وإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) بما خلق من الدواء ، قال رسول اللَّه ( ص ) : ان لكل داء دواء ، فإذا أصاب الدواء الداء بريء بإذن اللَّه . وفي حديث ثان : ان اللَّه أنزل الداء والدواء ، فتداووا ، ولا تتداووا بحرام ( والَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ والَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) . الموت والحياة وغفران الذنوب بيد اللَّه وحده ، ما في ذلك ريب .
وإبراهيم ( ع ) معصوم من الخطأ والخطيئة ، ومن عصمة كل معصوم أن يعظم خوفه من اللَّه .
( رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً ) . ليس المراد بالحكم هنا السلطان ، بل الحكمة وفصل الخطاب : « وآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وفَصْلَ الْخِطابِ » - 20 ص ( وأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) .
وفقني لأن أحذو حذوهم ، واعمل عملهم ( واجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ ) .
المراد بالآخرين ما يأتي بعده من الأمم ، والمعنى اجعل ذكري حسنا بين الناس من بعدي ، وقد استجاب اللَّه دعاءه ، حيث اتفقت على تقديسه وتعظيمه أهل الأديان السماوية كلها .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 502
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست