responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 490


وقومه عاقبة البغي والطغيان ( قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ ) . وفي الآية 45 من سورة طه : « إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى » أي يعجل علينا بالعقوبة قبل أن نبلغه الرسالة ( ويَضِيقُ صَدْرِي ولا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ ) .
أمر اللَّه سبحانه موسى أن يحمل رسالته إلى فرعون . . وهذا تكليف شاق وعسير لطغيان فرعون وقوة سلطانه من جهة ، ولأن الرسالة بذاتها حمل ثقيل من جهة ، قال تعالى يخاطب نبيه الكريم محمدا ( ص ) : « إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً » - 5 المزمل . وموسى سريع الغضب للحق ، وفي لسانه عقدة تمنعه من الانطلاق في الكلام ، فخاف ان يقصّر في أداء الرسالة الكبرى والقيام بواجبها . . ولا أحد كالأنبياء يخاف من التقصير في حق اللَّه ، وبالخصوص أولي العزم ، وهذا من العصمة ، ومن ثمّ طلب موسى من اللَّه ان يرسل جبريل إلى أخيه هارون ليكون عونا له على هذه المهمة .
( ولَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ) . يشير بهذا إلى ما حدث له من قتل الفرعوني حين استغاثه العبري كما في الآية 15 من سورة القصص : « فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ » . . خاف موسى ان هو حمل رسالة اللَّه إلى فرعون أن يقتلوه قبل أن يبلغ الرسالة ويفوت الغرض منها ، أما إذا كان معه أخوه هارون ، وحدث ذلك فيقوم مقامه في التبليغ .
( قالَ » - اللَّه - « كَلَّا فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ ) . خاف موسى من ضيق الصدر ، وحبس اللسان ، والقتل ، فأمنه اللَّه وقال له : لن يكون شيء من ذلك لأني أنا الناصر لكما والمعين . وتقدم مثله في الآية 46 و 47 من سورة طه .
( قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً ولَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ، وفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ ) . انطلق موسى وهارون إلى فرعون ، ودخلا عليه ، وهما يلبسان مدارع الصوف ، وبيديهما العصي ، ودعواه إلى اللَّه ، وشرطا له بقاء ملكه ودوام عزه ان أسلم وأطاع . . وسخر فرعون من هذين اللذين يشترطان له دوام العز وبقاء الملك ، ولا جاه لهما ولا مال . . ولكنه تمالك ، ولم يأمر بقتلهما خشية أن يقال :

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 490
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست