responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 433


من الآية التي نحن بصددها . النوع الثاني : يقولون ويعتقدون ولكنهم يعصون ولا يفعلون ، أي يؤمنون نظريا لا عمليا . النوع الثالث : يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، وهم المنافقون ، والآية تشمل النوع الثاني والثالث ، ولا تختص بالمنافقين فقط ، كما قيل . لأن الايمان بلا عمل لا يجدي نفعا بدليل قوله تعالى :
« لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً » - 157 الانعام .
( وإِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ ورَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ ) . قال أكثر المفسرين : وقعت خصومة بين منافق ، ويهودي على أرض ، فقال المنافق :
أخاصمك إلى كعب الأحبار اليهودي لعلمه بأنه يقبل الرشوة . . وقال اليهودي :
بل نتحاكم عند محمد ( ص ) ليقينه بأنه لا يقبل الرشوة . فرفض المنافق ، فنزلت الآية ، وسواء أصحت الرواية أم لم تصح فإنها أوضح تفسير للآية .
امتحن دينك وإيمانك :
( وإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ) . انهم لا يعرفون الحق إلا إذا وافق أهواءهم ، فإن خالفها تنكروا له . وهذه الأنانية البشعة الجشعة لا تختص بالمنافقين وحدهم ، فإنها تطبع أيضا حياة الكثير من المؤمنين ، أو الذين يرون أنفسهم مؤمنين . . انهم يجاهرون بالحق : وينكرون الباطل ، ولكن أي باطل ينكرون ؟ وبأي حق يجاهرون ؟ ان الحق في مفهومهم وإيمانهم ما يتفق مع مصلحتهم ، والباطل ما يخالفها ، ولكنهم يذهلون عن باطن أنفسهم وواقعهم . . هم يؤمنون بأنهم لا يفعلون إلا الحق ، ولا ينطقون إلا بالصدق ، وفي الوقت نفسه لا ينبعثون ولا يتحركون إلا بدافع من أهوائهم ومصالحهم .
وهؤلاء أسوأ حالا من المنافق الذي يخدع الناس ، ولا تخدعه نفسه لأنه على يقين من كذبه وريائه ، أما أولئك فإنهم يسيئون وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا . .
ولا يظلمهم من ينفي عنهم صفة الإيمان لأن المؤمن حقا لا ينخدع بحيل الشيطان وأباطيله ، ويتهم نفسه إذا زينت له عملا من أعماله . . فإن الشيطان لا مهمة له إلا أن يزين للناس سوء أعمالهم ، وإلا ان يريهم الباطل حقا ، والضلال صلاحا . .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست