responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 387


الظَّالِمِينَ ) أمر اللَّه نبيه الكريم أن يدعوه ويسأله السلامة والنجاة من سخطه وعذابه الذي يحل بالمجرمين والظالمين مع العلم بأنه ( ص ) في أمن وأمان . . ولكن الغرض من هذا الدعاء هو تهديد أهل الشرك والبغي ، وكثيرا ما يستعمل المرشدون هذا الأسلوب تعريضا بمن غضب اللَّه عليه ، وأعد له عذابا مهينا .
( وإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ ) . أنذر النبي ( ص ) قريشا بالعذاب على تكذيبه وانكار نبوته ، فضحكوا وسخروا ، فقال سبحانه لنبيه : لا تحزن ، نحن قادرون على أن نريك إهلاكهم واستئصالهم ، ولكن نؤخر ذلك لحكمة ومصلحة لك وللإسلام . . وقد تكون هذه الحكمة ان اللَّه يعلم بأن بعضهم أو بعض أبنائهم سيؤمنون باللَّه ورسوله ، ويكونون قوه ودعامة للإسلام والمسلمين ، كما حدث ذلك بالفعل .
الدفاع بالأحسن :
( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ ) . ما هو الدفاع بالأحسن ؟
هل هو الصبر على الأذى والسكوت عن المؤذي كما قال كثير من المفسرين ؟ .
ان الدفاع يختلف باختلاف الموارد ، فقد يكون استعمال القوة والعنف لردع المعتدي دفاعا بالأحسن وذلك إذا كان المعتدى عليه يملك القوة الرادعة ، وكان السكوت عن المسئ يغريه بالإساءة والعدوان ، قال الإمام علي ( ع ) : الوفاء لأهل الغدر غدر ، والغدر بأهل الغدر وفاء . . وقد يكون السكوت عن المعتدي والصبر على أذاه دفعا بالأحسن إذا أدى الاغضاء عنه إلى ندمه وتوبته من إساءته ، أو كان المعتدى عليه عاجزا عن الردع . . فإن المقاومة - وهذه هي الحال - تحدث ما لا تحمد عقباه من تمادي المعتدي في غيه وغير ذلك من ردود الفعل .
ومن أجل هذا صبر رسول اللَّه ( ص ) على الأذى ، وهو في مكة لعجزه عن الردع ، وأدب المعتدين بعد هجرته إلى المدينة لأنه كان يملك القوة الرادعة .
( وقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ) . همزات الشياطين وساوسهم . وان يحضرون أي ان يقربوا مني . . وبداهة انه لا سلطان

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست