responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 388


للشياطين على الأنبياء لقوله تعالى : « إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ » - 42 الحجر .
وتسأل : إذا لم يكن للشياطين على الأنبياء سلطان فلما ذا أمر اللَّه نبيه ان يتعوذ منهم ؟
الجواب : ان الاستعاذة من الشيء لا تستدعي إمكان وقوعه ، فان المعصومين يتعوذون باللَّه من غضبه وعذابه أكثر من غيرهم مع انهم في أمن وأمان . . وبكلام آخر ان الالتجاء إلى اللَّه دعاء ، والدعاء يجوز لدفع السوء والبلاء مع العلم بعدم وقوعه . . وأشرنا فيما تقدم إلى ان الأتقياء كثيرا ما يعرضون بالأشقياء في أدعيتهم .
( حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ ) .
حين أمكنته الفرصة من العمل الصالح ضيعها وأهملها ، وبعد ان حضره الموت وعاينه طلب الرجعة إلى الحياة ليعمل . . وهكذا كل مقصر يضيع الفرصة حين يتمكن منها ، فإذا فاتته تلهف عليها ، ومات آسفا ( كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها ) .
كلا حرف ردع وزجر ، والمراد بالكلمة قوله : « ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً » والمعنى لا رجوع أبدا . . حتى لو استجاب اللَّه لطلب هذا المقصر وأرجعه ثانية إلى الحياة لعاد إلى طغيانه وعصيانه ، أما قوله : لعلي أعمل صالحا فهو مجرد كلام بلا معنى ولا وفاء ، وقد أوضح سبحانه ذلك في الآية 28 من سورة الأنعام :
« ولَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ » . انظر ج 3 ص 179 .
( ومِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) . من ورائهم كناية عن جميع الجهات .
والبرزخ الحائل ، والمعنى انهم طلبوا الرجعة إلى الحياة الدنيا ، وبينهم وبينها حائل يبقى إلى يوم القيامة ، وحينذاك ينتهي البرزخ ويرتفع الحائل ، ولكن لتذهب الخلائق إلى ربها وتقف بين يديه للحساب والجزاء .
فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ الآية 101 - 111 فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ ولا يَتَساءَلُونَ ( 101 ) فَمَنْ

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست