تجعلني جواب ان الشرطية . والمصدر من ان نريك مجرور بعلى ، ومتعلق « بقادرون » .
وبالتي على حذف مضاف أي بالطريقة التي . وأصل يحضرون يحضرونني فحذفت إحدى النونين مع الياء تخفيفا ، وواو الجماعة للشياطين . وأصل ارجعون ارجعوني ، وواو الجماعة يعود إليه تعالى تعظيما . وكلا حرف ردع وزجر . ومن ورائهم متعلق بمحذوف خبرا مقدما ، وبرزخ مبتدأ مؤخر ، والى يوم متعلق بالخبر المحذوف ، وجملة يبعثون مجرورة بإضافة يوم .
المعنى :
( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ ) . ليس للَّه شريك ولا ولد . . ولو كان له ولد لكان شبيها به ، واللَّه سبحانه ليس كمثله شيء ( وما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ ) . لو كان للكون خالقان لاختص كل واحد بجزء من الكون ، له حدوده ونظامه وخصائصه المتميزة عن الجزء الآخر ، مع ان نظام الكون واحد ، وخصائصه واحدة ، فخالقه - إذن - واحد .
( ولَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ) . وأيضا لو تعدد الخالق لاستدعى ذلك أن يكون كل واحد غالبا ومغلوبا ، وقاهرا ومقهورا في آن واحد ، إذ المفروض انه إله ، ومن صفات الإله أن يكون هو الأعلى على كل شيء ، وإلا لم يكن إلها . .
بالإضافة إلى التنافس والتناحر بين الآلهة على السيطرة والسلطان ، كما يحدث بين الحكام ، وهذا هو الفساد بعينه ( سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) من ان له ولدا أو شريكا . وتقدم الكلام مفصلا عن ذلك عند تفسير الآية 50 من سورة النساء ج 2 ص 344 .
( عالِمِ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ ) . المراد بعالم الغيب ما غاب علمه عن الخلق ، وعالم الشهادة ما أمكنهم العلم به ، وتجدر الإشارة إلى ان هذا التقسيم يصح بالنسبة إلى الخلق دون الخالق لأن جميع الأشياء لديه سواء ، علما وقدرة ( فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) مما لا علم له به ، وإذا لم يعلم الخالق بوجود شيء فمعناه ان هذا الشيء غير موجود ( قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ