responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 379


الأَوَّلِينَ ) كيف وفي القرآن تصديق من سبق من الأنبياء ، وخبر ما حدث لهم مع أقوامهم . . هذا ، إلى ان مشركي العرب يعرفون إبراهيم وهودا وصالحا وشعيبا ، وهؤلاء الأنبياء الثلاثة من العرب ، إذن ، فأي بدع في نبوة محمد ؟ .
( أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ) . أم يعتذر مشركو قريش بأنهم لا يعرفون محمدا ، وهو منهم وفيهم ، وكانوا يلقبونه بالصادق الأمين ( أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ) وهم يعلمون انه أعقل الناس وأكملهم ، ومن هنا وصفوه بالصدق والأمانة . . إذن ، هناك سر ، يتلخص بما يلي :
نور الشمس وأهواء المترفين :
( بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ ) . جاء محمد ( ص ) بالحق ، وكفى به ذنبا عند المبطلين . . وما هو هذا الحق الذي جاء به محمد ؟ هل هو النطق بالشهادتين وكفى ، ولو كان هذا هو هدفه الأول والأخير لهان على من حاربه وقاومه من الرؤساء والمترفين أن يقول : لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه . . ولكن محمدا ( ص ) لم يكتف بهذا وحده ، بل أراد أيضا أن يقيم الحياة الاجتماعية على أساس العدل والمساواة ، لا ظالم فيها ولا مظلوم ، وان يعيش كل إنسان كجزء من كل ، وفرد من جماعة ، له ما لها وعليه ما عليها ، لا يخشى أحدا إلا اللَّه وحده ، ولا فضل لمخلوق عليه إلا بالتقوى والعمل الصالح . . ومن هنا ظهرت شراسة الطغاة وضراوتهم ضد رسول العدل والرحمة ، وحاربوه بكل سلاح ، ولكن النبي ( ص ) كان على يقين من أمره وان العاقبة لمبدئه ورسالته ، ومن أجل هذا كان ينظر إلى خصومه كما ينظر إلى غمامة صيف أو ظل زائل .
( ولَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ والأَرْضُ ومَنْ فِيهِنَّ ) . المراد بالحق هنا اللَّه ، وأهواؤهم الباطل والضلال والفوضى والفساد . . ونظام الكون بأرضه وسمائه يقوم على الحق والعدل ، إذن ، فساد الكون لا مفر منه لو اتبع الحق أهواءهم . . وما من شك لو ان اللَّه سبحانه يستجيب إلى ما يبتغون ويهوون لمنعوا الشمس عن المستضعفين ، واحتكروا الكون بما فيه لأنفسهم وأولادهم وأصهارهم .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست