( بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ ) . أتى محمد ( ص ) العرب بعامة ، وبالخصوص قريشا ، أتاهم بذكرهم أي بسلطانهم ومجدهم وتاريخهم ، فأنكروه ، بل قاوموه وحاربوه ، ولولاه لم يكونوا شيئا مذكورا ، قال تعالى :
وإِنَّهُ - أي القرآن - لَذِكْرٌ لَكَ ولِقَوْمِكَ - 44 الزخرف . ( أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) . أتاهم الرسول بعز الدنيا والآخرة فأعرضوا عنه مع العلم بأنه ما ابتغى منهم جزاء ولا شكورا ، لأن اللَّه قد كفاه أمر آخرته ودنياه .
تَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ الآية 73 - 80 وإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 73 ) وإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ( 74 ) ولَوْ رَحِمْناهُمْ وكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ( 75 ) ولَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وما يَتَضَرَّعُونَ ( 76 ) حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ( 77 ) وهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ والأَبْصارَ والأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ ( 78 ) وهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ( 79 ) وهُوَ الَّذِي يُحْيِي ويُمِيتُ ولَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ والنَّهارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ ( 80 ) اللغة :
ناكبون زائغون . ولجّوا تمادوا . ويعمهون يتحيرون . واستكانوا خضعوا وتواضعوا . ومبلسون آيسون . وأنشأ وذرأ بمعنى خلق . والمراد بالأفئدة هنا العقول .