responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 369


المعنى :
( ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ ) . ضمير بعدهم يعود إلى قوم نوح ، والمراد بالقرن هنا الجماعة ، ولم يصرح سبحانه باسمهم ، وقال المفسرون : المراد بهم عاد قوم هود ، وهذا هو الحق بدليل ما ورد في سورة الأعراف : « وإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً - إلى قوله - واذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ » - 69 » . وتقدم الكلام عن هود وقومه في سورة هود من الآية 50 - 65 ج 4 ص 239 - 241 . ولذا نمر بالآيات التي نحن بصددها مرورا خاطفا كما مررنا بالآيات السابقة التي تحدثت عن نوح وقومه .
( فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ ) . أرسل اللَّه هودا إلى عاد ، وهو منهم وفيهم ( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهً ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ ) . دعا قومه إلى التوحيد ، وترك الشرك مبشرا بمرضاة اللَّه وثوابه ، ومنذرا بغضبه وعذابه ( وقالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وكَذَّبُوا بِلِقاءِ الآخِرَةِ وأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ ويَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ) وما دام كذلك فلا ميزة له ولا فضل ، فكيف تطيعونه ؟ ( ولَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ ) هم الخاسرون ظاهرا وواقعا بمعصيتهم نبي اللَّه ، ولكنهم عكسوا الآية ، وشوهوا الحقيقة ، وهذا هو دأب المترفين الطغاة في كل زمان ومكان .
( أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وكُنْتُمْ تُراباً وعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ) من قبوركم أحياء تماما كما أنتم الآن . . ان هذا لشيء عجاب . . ( هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ ) من الإحياء بعد الفناء ( إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ ونَحْيا وما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ) لأن من مات فات ، وهذا بيان وتأكيد لما قبله من استبعادهم البعث بعد الموت ذاهلين ان الذي أنشأهم أول مرة هو الذي يعيدهم ، وان ذلك أهون عليه من الإنشاء ان صح التعبير ( إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ ) . لا يؤمنون لهود لأنه بزعمهم لا يتورع عن الكذب على اللَّه ، أما عبادتهم الأصنام فهي عين الإخلاص للَّه ، والحرص على طاعته وتقواه ! ! وأخيب الناس سعيا من أساء ، وهو يحسب انه قد أحسن الصنع .
( قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ ) قال هذا بعد اليأس من هدايتهم قالَ »

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست