الْخالِقِينَ ( 14 ) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ ( 15 ) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ ( 16 ) ولَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ ( 17 ) اللغة :
السلالة ما يستخرج من الشيء . والمراد بالطرائق السماوات لأن بعضها فوق بعض ، يقال : طارق بين الثوبين إذا لبس أحدهما على الآخر .
الإعراب :
من سلالة متعلق بخلقنا ، ومن طين بمحذوف صفة للسلالة . وجعلناه تتعدى إلى مفعولين لأنها بمعنى صيرناه ، وكذلك خلقنا النطفة علقة ، فخلقنا المضغة عظاما . وكسونا أيضا تتعدى إلى مفعولين . وخلقا مفعول مطلق لأنشأناه لأنها مثل قمت وقوفا . وأحسن الخالقين صفة للَّه ، وان كانت الإضافة هنا لا تفيد تعريفا لأن كلمة أحسن الخالقين لا تطلق إلا عليه تعالى ، بل لا خالق سواه .
وبعد ظرف متعلق « بميتون » .
[ المعنى ] اللَّه والإنسان :
أشار سبحانه إلى خلق الإنسان في العديد من آي الذكر الحكيم ، لا لنعرف من أين وكيف وجدنا ، وما هي حقيقتنا والأدوار التي نمر بها وكفى ، بل لندرك عظمة الخالق في خلقنا نحن ، كما ندركها في خلق السماوات والأرض ، فنؤمن به ، ونسير على هداه طمعا في ثوابه ، وخوفا من عقابه ، ومن هذه الآيات :
« هَلْ أَتى عَلَى الإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً » - 1 الإنسان . . أجل ، لم يكن الإنسان ثم كان ، أما الذي كونه ، ونقله من العدم إلى الوجود فينبئنا عنه خالق الكون