responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 352


المعنى :
( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا واسْجُدُوا واعْبُدُوا رَبَّكُمْ وافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ ) . خاطب سبحانه في هذه الآية الذين صدّقوا به وبنبيه ، خاطبهم بأن مجرد التصديق لا يجديكم نفعا إلا إذا جمعتم بين أوصاف أربعة : الأول أن تحافظوا على إقامة الصلاة للَّه وحده ، وهذا هو المراد بقوله :
اركعوا واسجدوا . الثاني أن تجتنبوا محارم اللَّه ، كالنفاق والخيانة وإثارة الفتن والافتراء على الأبرياء وتدبير المؤامرات للتخريب والفساد ، وهذا المعنى هو المقصود بقوله : واعبدوا ربكم . الثالث أن تفعلوا الخير ، كإغاثة الملهوف وإصلاح ذات البين والتعاون على الصالح العام ، وهو المعني بقوله : وافعلوا الخير . الرابع أن تجاهدوا بأنفسكم وأموالكم أعداء اللَّه والإنسانية . ومتى اجتمع في الإنسان هذه الخصال فهو من أهل الفلاح والصلاح ، وتقدم أكثر من مرة ان كلمة لعل من اللَّه تفيد الحتم والوجوب ، ومن غيره تفيد الاحتمال والرجاء .
( هُوَ اجْتَباكُمْ ) ضمير هو للَّه ، والخطاب في اجتباكم للمسلمين ، ووجه الاجتباء والاختيار انه تعالى خصهم بسيد الرسل وخاتم النبيين وشريعته الخالدة بشمولها ويسرها ( وما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) . هذا أصل من أصول الشريعة الاسلامية تتجلى فيه سعتها ولينها ومرونتها . وفي الحديث : « ان دين اللَّه يسر » لا عسر فيه ولا مشقة ، وهذا هو دين الفطرة ، وقد فرع الفقهاء على هذا الأصل العديد من الفتاوى والأحكام في جميع أبواب الفقه ، واشتهر على ألسنتهم وفي كتبهم : الضرورات تبيح المحظورات . . الضرورة تقدر بقدرها . . الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف . . يتحمل الضرر الخاص لدفع ضرر عام . . ومن أجلى مظاهر اليسر في الإسلام انه لم يقم بين الإنسان وخالقه أية واسطة ، كما هو شأن الأديان الأخرى .
( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ ) . المراد بالملة الدين . ودين إبراهيم يدخل في الإسلام بجميع أصوله ، وكثير من شريعته وفروعه ، وإبراهيم ( ع ) هو الأب الحقيقي للأنبياء ، والروحي لأهل الأديان السماوية بالنظر إلى سبقه وتقدمه ، واتفاق الجميع على نبوته وتعظيمه .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست