responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 341


« يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ ويَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ ولَوْ كَرِهً الْكافِرُونَ » - 32 التوبة .
( لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ والْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ) .
الذين في قلوبهم مرض هم اللصوص الذين يعيشون بالسلب والنهب ، والغش والخداع ، أما القاسية قلوبهم فهم الهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق ، والمراد بالفتنة الاختبار ، والمعنى انه لا سوق للتمويه والدعايات الكاذبة إلا عند اللصوص والهمج الرعاع . . وانّى اتجهت فإنك واجد لهذه الحقيقة صورا جلية واضحة ، واجدها في الصحف والإذاعة ، وفي الكتاب والمسرح ، وفي حديث المأجورين والمخدوعين الذين يصدقون كل ما يقال لهم من غير وعي وتمحيص ، وما أكثر هؤلاء .
ثم ان الدعايات الكاذبة ، وان أضرت من جهة فإنها نافعة من جهة أخرى ، لأنها تميز بين الخائن والمخلص ، وبين العالم والجاهل ، وهذا هو القصد من ( فِتْنَةً ) في قوله تعالى : ( لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً ) . . ( وإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ ) . وكل من موّه وافترى فهو ظالم ، وكل من صدق الكذب والافتراء من غير تمحيص فهو ظالم أيضا ، والمراد بالشقاق العصيان والتمرد على أحكام اللَّه .
( ولِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ) .
ضمير به وله يعودان إلى النبي أو القرآن ، والمعنى إذا صدّق من صدّق الكذب على اللَّه ورسوله فان أهل المعرفة والإخلاص يعلمون حقيقة هذا الكذب والافتراء ، ولا يزيدهم إلا إيمانا وتمسكا باللَّه ورسله وكتبه ، وإلا خشوعا وخضوعا للَّه وهيبته ( وإِنَّ اللَّهً لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) . يرشدهم اللَّه إلى طريقه ، فيسلكونه تقربا إليه ، ولا ينحرفون عنه مهما تكن الضغوط والدعايات .
( ولا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ) . المراد بالساعة الوقت الذي يخرج فيه الناس إلى ربهم من الأجداث واليوم العقيم هو يوم الحساب ، وعقمه كناية عن يأس الكافرين فيه من النجاة . .
وبعد ان قال سبحانه في الآية السابقة : ان أهل العلم يؤمنون بالقرآن وبنبوة محمد ( ص )

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست