responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 340


المعنى :
( وما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ ولا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) . اختلف المفسرون : هل كلمة النبي وكلمة الرسول تعبّران عن معنى واحد ، أو لكل منهما معنى ؟ والأقرب انه لا فرق بينهما من حيث ان كلا منهما ينبئه اللَّه بما يريد ، فإذا أنبأه وأمره بالتبليغ أطلقت عليه كلمة النبي لأن اللَّه أنبأه ، وكلمة الرسول لأنه تعالى أمره بالتبليغ ، وإذا أنبأه ولم يأمره بالتبليغ فهو نبي ، وعلى هذا فكل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولا .
وقد روي في سبب نزول هذه الآية ان النبي ( ص ) تلا على قريش سورة النجم ، ولما بلغ إلى قوله تعالى : « أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ والْعُزَّى ومَناةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرى » ألقى الشيطان في تلاوة رسول اللَّه ما نصه بالحرف « تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى » . والغرانيق جمع غرنوق ، وهو الحسن الجميل أي ان هذه الأصنام حسنة وجميلة ، وترجى شفاعتها عند اللَّه .
ونفى العلماء المحققون هذه الرواية ، وجزموا بأنها من وضع الزنادقة الطاعنين بكتاب اللَّه ونبوة محمد ( ص ) واستندوا في ذلك إلى أدلة قاطعة من العقل والنقل . .
النبي الذي أرسله اللَّه لمحاربة الشرك والأوثان يمتدحها وينعتها بأكمل النعوت والأوصاف ؟ كيف ولسان النبي بيان اللَّه وترجمانه ؟ وهل للشيطان من سبيل على هذا البيان القدسي وهذه الترجمة الإلهية ؟ .
والصحيح في معنى الآية ان أغلى أمنية للنبي ، أي نبي ، أن يعرف الناس حقيقة رسالته ، ويدركوا أهدافها ، ويهتدوا بها ، ولكن أرباب الأهداف والأطماع يحولون بين النبي وتحقيق أمنيته بالتمويه وبث الأكاذيب بكل وسيلة من وسائل الدعاية والنشر ، وقد شاهدنا ذلك ولمسناه ، بل وقاسينا منه الكثير . . وهذا هو معنى إلقاء الشيطان في أمنية النبي ، فالنبي يتمنى الخير للناس ، والشيطان - أي المخرب - يصدهم عنه ( فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ واللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) . يختلق المخربون ويذيعون ، ولكن اللَّه يزهق أباطيلهم ، ويفضح أكاذيبهم بألسنة الصادقين ، وأيدي المجاهدين ، وفي معنى هذه الآية قوله تعالى :

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست