responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 329


المعنى :
( والْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ ) . البدن هي الإبل خاصة كما في كثير من التفاسير ، منها تفسير الرازي والبيضاوي ، وياحق بها البقر في الحكم ، لا في الاسم . . وعلى أية حال فان الإنسان نتيجة لعوامل كثيرة ، منها البيئة التي يعيش فيها ، وقد عاش العرب وغيرهم في الجاهلية وبعدها بقرون ، عاشوا مع الإبل ، وكانت جزءا من حياتهم ، يأكلون من لحومها ، ويشربون من ألبانها ، ويلبسون من أوبارها ، وتحمل أثقالهم من بلد إلى بلد . . أنظر تفسير الآية 6 من سورة النحل ج 4 ص 497 . ومن أجل هذا ذكرها اللَّه سبحانه في العديد من آياته بلفظ عام كالأنعام ، أو بلفظ خاص كما في الآية 17 من سورة الغاشية والآية التي نحن بصددها ، فلقد امتن سبحانه فيها على عباده بالبدن ، وجعل لها منافع كثيرة ، منها أن يتقرب العبد إلى اللَّه بنحرها في بيته الحرام ، والتعبير عن هذا النحر بشعائر اللَّه يشعر بأنه من أفضل الطاعات والعبادات .
( فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ ) . من شروط الذبح والنحر التسمية والاتجاه بالمذبوح والمنحور إلى القبلة والنحر للإبل ، والذبح لغيرها ، ولا تحل الإبل بالذبح ، كما لا يحل غيرها بالنحر ، والذبح معلوم ، أما النحر فهو ان يدخل الذابح سكينا أو ما إليها من الآلات الحادة في لبة البعير ، وهو قائم أو بارك أو مضطجع على جنبه شريطة أن يكون متجها بنحره وجميع مقاديم بدنه إلى القبلة ، وأفضل صور النحر ما جاء في بعض الروايات ، وهو ان يقام البعير واقفا اتجاه القبلة ، وان تعقل إحدى يديه ، ويقف الناحر متجها إلى القبلة أيضا ، ثم يضرب في لبته ، وهذه الرواية تصلح تفسيرا لكلمة صواف .
( فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها ) سقطت على الأرض وخرجت الروح منها ( فَكُلُوا مِنْها وأَطْعِمُوا الْقانِعَ والْمُعْتَرَّ ) . القانع الراضي بما تعطيه من غير سؤال ، والمعتر من يتعرض لك بالعطية ( كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) سخرها لنا سبحانه في كل ما نريده منها حتى الذبح ، فوجب له الشكر على هذا التسخير ( لَنْ يَنالَ اللَّهً لُحُومُها ولا دِماؤُها ) لأن اللَّه غني عن العالمين فضلا عن لحوم الأضاحي ودمائها ، بل لا غنى لشيء إلا به ومنه سبحانه وتعالى ، وقيل : ان هذا رد

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست