responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 315


ومن يكفر باللَّه فجزاؤه جهنم وساءت مصيرا ( خَسِرَ الدُّنْيا والآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ) . خسر الدارين حيث أصابه في الأولى البلاء والضراء ، وقدم في الآخرة على ربه كافرا به ، وأي خسران أعظم من الفقر في الدنيا ، والعذاب في الآخرة . . وأوضح تفسير لهذه الآية ما روي : ان بعض الأعراب كانوا يقدمون على النبي ( ص ) مهاجرين من باديتهم ، وكان أحدهم ان كثر ماله صلى وصام ، وان أصيب به ، أو تأخرت الصدقة عنه ارتد عن الإسلام . . وقد شاهدت ما يشبه هذا من بعض القرويين أيام عشت بين ظهرانيهم .
وبعد ، فان المؤمن حقا هو الذي يخلص للَّه ، ويثق به في جميع حالاته ، يصبر عند الشدة ، ويشكر عند الرخاء ، وفي نهج البلاغة : لا يصدق ايمان عبد ، حتى يكون بما في يد اللَّه أوثق منه بما في يده .
( يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ ) . تقدم هذا المعنى في العديد من الآيات ، بالإضافة إلى وضوحه ( يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى ولَبِئْسَ الْعَشِيرُ ) . المولى الناصر والعشير الصاحب .
وتسأل : نفى سبحانه في الآية الأولى الضر والنفع عن معبود المشركين ، ثم أثبتهما له في الآية الثانية ، غاية الأمر أنه تعالى جعل الضرر أكثر وأقرب من النفع ، فما هو وجه الجمع بين الآيتين ؟
الجواب : المراد بالمعبود في الآية الأولى الأحجار ، وهي لا تنفع ولا تضر ، والمراد به في الآية الثانية طاعة الزعماء الطغاة ، ومناصرتهم بقصد الربح والمنفعة ، وأعظم منفعة في الحياة الدنيا لا تعد شيئا بالنسبة إلى غضب اللَّه وعذابه . . وبتعبير ثان انهم أطاعوا المخلوق في معصية الخالق لمآرب دنيوية وما دروا ان عذاب اللَّه أشد وأعظم .
( إِنَّ اللَّهً يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ ) واضح وتقدم في الآية 25 من سورة البقرة ( إِنَّ اللَّهً يَفْعَلُ ما يُرِيدُ ) من ثواب الأخيار وعقاب الأشرار ، فلقد سبق في حكمه وقضائه ان يكافئ الذين أحسنوا بالحسنى ، والذين أساؤا بما كانوا يعملون .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست