responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 265


بلا أجساد ، ولا خالدين في هذه الحياة . . انهم تماما كغيرهم من الناس لا يمتازون عنهم إلا بالتبليغ عن اللَّه ، وانهم أكمل البشر . انظر ما كتبناه بعنوان حقيقة النبوة عند تفسير الآية 35 من سورة طه .
( ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْناهُمْ ومَنْ نَشاءُ وأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ ) . يشير سبحانه بهذا إلى قوله تعالى : « كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا ورُسُلِي إِنَّ اللَّهً قَوِيٌّ عَزِيزٌ » - 21 المجادلة . وقوله : « إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا والَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ويَوْمَ يَقُومُ الأَشْهادُ » - 51 غافر . وخلاصة المعنى ان اللَّه سبحانه وعد الأنبياء والذين آمنوا بالنجاة ، والكافرين بالهلاك ، وقد وفى بوعده ، ومن أوفى بعهده من اللَّه .
محمد والعرب :
( لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) . لم يكن العرب قبل محمد ( ص ) والقرآن شيئا مذكورا ، وبعدهما أصبحوا مشهورين تذكر الأمم تاريخهم وحضارتهم ، وترفع من شأنهم ومكانتهم ، قال « و . ل . ديورانت » في موسوعته التاريخية « قصة الحضارة » :
كان محمد من أعظم عظماء التاريخ . فقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب عاش في دياجير الهمجية ، وحرارة الجو ، وجدب الصحراء ، وقد نجح في هذا الغرض نجاحا لا يدانيه أي مصلح آخر في التاريخ كله . كانت بلاد العرب لما بدأ دعوته صحراء جرداء تسكنها قبائل من عبدة الأوثان ، قليل عددها ، متفرقة كلمتها ، وصارت عند وفاته أمة ممّاسكة ، وقد كبح جماح التعصب والخرافات ، وأقام فوق اليهودية والمسيحية ودين بلاده القديم دينا سهلا واضحا ، وصرحا قوامه البسالة والعزة والقومية ، واستطاع في جيل واحد أن ينتصر في مائة معركة ، وفي قرن واحد أن ينشئ دولة عظيمة ، وأن يبقى إلى يومنا هذا قوة ذات خطر عظيم في العالم .
( وكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ ) . هذا تهديد ووعيد للذين كذبوا محمدا ( ص ) بأن يحل بهم من الهلاك ما حل بمن كان قبلهم

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست