قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ ( 11 ) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ ( 12 ) لا تَرْكُضُوا وارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ ومَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ( 13 ) قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ ( 14 ) فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ ( 15 ) اللغة :
القصم الكسر ، والمراد به الهلاك . والإنشاء الإيجاد . والركض العدو . والإتراف من الترف ، وهو النعمة . والويل الخزي والهوان والهلاك . والخمود السكون .
الإعراب :
جسدا مفرد في موضع الجمع أي ذوي أجساد ، ولذا أعاد عليه ضمير الجمع في يأكلون . فيه ذكركم مبتدأ وخبر ، والجملة صفة لكتاب . وكم في محل نصب بقصمنا . وإذا للمفاجأة . ومساكنكم معطوف على ما أترفتم أي ارجعوا إلى ما أترفتم فيه والى مساكنكم . ويا ويلنا ( يا ) حرف نداء ويلنا منادى ، أي يا ويلنا احضر . وخامدين صفة لحصيد ، وقيل : حصيدا وخامدين بمنزلة الكلمة الواحدة مثل حلو حامض أي مز .
المعنى :
( وما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) . تقدم بنصه مع التفسير في الآية 43 من سورة النحل ج 4 ص 517 ( وما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ وما كانُوا خالِدِينَ ) . ليس الأنبياء أرواحا