responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 239


أَمْرِي ) . حين ذهب موسى إلى الطور قال لأخيه هارون : « اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وأَصْلِحْ ولا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ » - 142 الأعراف . وأصلح هارون كما أمره موسى ، فنصح منذرا ومحذرا بني إسرائيل من السامري وعجله ، وقال لهم فيما قال : ما الذي غركم من هذا العجل حتى افتتنتم به هذا الافتتان ، وانصرفتم إليه عن خالق السماوات والأرض ! فاتبعوني أهدكم سبيل الرشاد ، فما كان جواب قومه إلا ان ( قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى ) لنرى رأيه في ذلك . . وكأنهم ينتظرون من موسى ان يسفه هارون في نهيه ، ويصوبهم في عبادة العجل لأنه من ذهب . . وكل من آثر المال على دينه وضميره ، أو اتبع ضالا على ضلاله فهو من أتباع السامري وحزبه . . وقد ابتلى اللَّه عباده في كل عصر بعجل له خوار مصنوع من ذهب ، أو من نسل آدم ، يميز به صفوة خلقه من الهمج الرعاع أتباع كل ناعق .
( قالَ يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ) . هذا في ظاهره لوم أو عتاب لهارون ، أما في واقعه فهو توبيخ وتقريع للذين عبدوا العجل ، لأن موسى على علم اليقين بأن أخاه هارون لم ولن يخالفه في شيء ، وانه قام بواجب الإرشاد على أكمل الوجوه لأنه شريكه في النبوة والعصمة ( قال يا ابن أم ) تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي ولا بِرَأْسِي ) تقدم في الآية 150 من سورة الأعراف .
نِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ ولَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ) قال موسى لهارون : لما ذا لم تترك بني إسرائيل ، وتلحق بي إذ رأيتهم يعصونك ويتبعون السامري ؟ فأجابه هارون بأني توقعت إذا تركتهم ان تقع فتنة يسفك فيها الدماء بين الفئة المؤمنة منهم والفئة التي ارتدت عن دينها بعبادة العجل ، وعندها تنعكس الآية ، ويحق لك ان تلومني على تركهم ، وان تقول لي : أتتركهم كي يحدث ما حدث ! وخلاصة الجواب ان الذي يراه الشاهد لا يراه الغائب .
فاقتنع موسى وقال : « رَبِّ اغْفِرْ لِي ولأَخِي وأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ وأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ » - 151 الأعراف . ثم اتجه موسى إلى السامري و ( قالَ فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُّ ) ؟ ما الذي دعاك إلى ما صنعت ( قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها وكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ) قيل : المراد بالرسول

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست