responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 240


هنا جبريل ، وباثره التربة التي وطئها هو برجله ، أو فرسه بحافره . وقيل :
بل المراد بالرسول موسى ، وبأثره سنته . وقيل : ان السامري كاذب في قوله ، وانه ما بصر بشيء ، ولا قبض شيئا من اثر الرسول ، وانما أراد التهرب من تبعة ما حدث . وهذا أرجح الأقوال ، وأقربها إلى الافهام من رجل جبريل وحافر فرسه . . ومن صنع العجل بيده ، ودعا إلى عبادته من دون اللَّه يهون عليه الكذب والافتراء . . أما الخوار فمن الجائز أن يكون السامري صنع العجل على هيئة بحيث يخرج منه صوت الثيران بواسطة الريح أو غيرها ، كما قلنا في ج 3 ص 395 .
ومهما يكن فان المعنى الذي دل عليه ظاهر القرآن ان السامري هو الذي أفسد وأضل بني إسرائيل في عبادة العجل ، أما كيف صنعه فنحن غير مكلفين بمعرفة ذلك ، ولا صلة له بعقيدتنا وحياتنا .
( قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ ) . هذا هو جزاؤك في الدنيا ، الطرد والعزل عن الناس ، كل الناس . . لا تخالط أحدا ، ولا أحد يخالطك في قول أو فعل ، أما عقابك في الآخرة فأدهى وأمر . وقيل : ان السامري عاش مدة حياته في البرية مع الوحوش والسباع ( وإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ ) . لا محيص عنه ولا مفر منه ، وهو لقاؤك مع اللَّه ، وحسابك على ما أسلفت وافتريت ، وجزاؤك عليه بالعذاب الأليم ، وحريق الجحيم .
( وانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً ) .
هذه هي نهاية كل مزيف ماكر . . الخزي والهوان ، والنسف في البحر ، أو الطرح مع القمامة ( إِنَّما إِلهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهً إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً ) . هو وحده الإله الحق ، ولا معبود سواه ، وسعت رحمته كل شيء ، وأحاط علمه بكل شيء ، وما من شيء إلا يعبده ويسبّح بحمده .
غرائب إسرائيل :
من المفيد ان نختم تفسير هذه الآيات بما جاء في تفسير الرازي :
« قال أبو القاسم الأنصاري : كان السحرة مشركين ، ولما رأوا آية واحدة

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست