وخبر . وإن هذان لساحران ( إن ) مخففة مهملة ، وهذان مبتدأ وساحران خبر ، واللام هي الفارقة بين ان النافية والمخففة . والمصدر من يخرجاكم مفعول يريدان .
وصفّا حال من واو ائتوا .
المعنى :
( قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى ) . اضطرب فرعون ، وأسقط في يده حين جابهه موسى بالحجة الدامغة التي لا رد عليها . . كيف ؟
وهي آية من آيات اللَّه تعالى . . ان فرعون على علم اليقين من ان السحر أبعد ما يكون عن موسى وهارون ، وان الساحر أحقر من أن يخرجه من أرضه وملكه ، ولو كان للسحرة هذا السلطان لكانوا أولي الأمر في كل زمان ومكان . . ولكن فرعون لما شعر بالعجز عن مجابهة الحجة بالحجة لجأ إلى الاحتيال والمراوغة ، والكذب والافتراء ، تماما كما يفعل اليوم المستعمرون وأذنابهم ، حيث يصفون الأحرار بالهدامين ، والمخلصين بالفوضويين .
( فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ ولا أَنْتَ مَكاناً سُوىً ) . طلب فرعون من موسى أن يعين موعدا للمباراة بينه وبين السحرة على أن تكون في مكان مكشوف ، لا شيء فيه يحجب أعين النظَّارة عن مشاهدة المباراة ومتابعتها ( قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ) . اختار يوم العيد للمباراة بينه وبين السحرة ، حيث يترك الناس أعمالهم ، ويجتمعون فيه بالأماكن العامة ، واختار وقت الضحى من يوم العيد لأنه أنسب الأوقات للحشد والتجمع ، وموسى يريد أن يحق الحق ، ويبطل الباطل على رؤوس الأشهاد .
( فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى ) . هذه الآية بينة الاعجاز ، فهي على إيجازها تحمل الكثير من المعاني . . تولى . . فجمع . . ثم أتى . . وكلمة تولى تعبّر عن انصراف فرعون إلى حاشيته وأنصاره وتشاوره معهم لوضع الخطط وإحكامها ، وكلمة جمع تعبّر عن إرساله الرسل في أنحاء البلاد للبحث عن السحرة والإتيان بهم ، فقد أشار عليه مستشاروه ان يرسل في المدائن حاشرين يأتوه بكل ساحر