responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 226


عليم ، كما في الآية 112 من سورة الأعراف ، وكلمة ثم أتى تعبّر عن مجيئه بموكبه وأبهته إلى مكان المباراة في الموعد المعين .
( قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى ) . تقدم موسى إلى السحرة بالنصح والانذار قبل أن يباشروا أي عمل من أعمال السحر ، وحذرهم من عذاب الاستئصال ان أصروا على مخادعة الناس بالتمويه والأكاذيب ، وأفهمهم ان فرعون مهما بلغ من السلطان فإنه أضعف من أن يملك لهم نفعا أو ضرا .
( فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وأَسَرُّوا النَّجْوى ) . ضمير فتنازعوا وما بعده يعود إلى السحرة ، وتومئ هذه الآية إلى ان بعض السحرة قد تأثر بكلمة موسى ( ع ) أو بعثت في نفسه الشك - على الأقل - وفي تفسير الطبري ان بعض السحرة قال عن تحذير موسى لهم : ما هذا القول بقول ساحر ، ولا بدع فان الكلام إذا خرج من القلب المخلص أخذ طريقه إلى القلوب المخلصة . . تأثر البعض من السحرة بموعظة موسى ، وعارضه البعض الآخر ، وبطبيعة الحال دار الحوار والجدال فيما بينهم : هل يمضون في تحدي موسى بالسحر ، أو ينسحبون من المباراة ، وقد دار هذا الحوار في الخفاء والكتمان عن فرعون وموسى أيضا . .
ولكن في النهاية تغلب رأي من أصر على التحدي بدليل ما حكاه اللَّه عن السحرة بقوله :
( قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما ويَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى ) . هذا الكلام كله للسحرة ، فضمير قالوا وما بعده يعود إليهم وحدهم ، وهذان إشارة إلى موسى وهارون ، ومرادهم بالطريقة المثلى الدين الذي كانوا عليه بدليل ما جاء في الآية 26 من سورة غافر : « وقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى ولْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ » . والمعنى ان بعض السحرة قال لبعض : ان موسى وهارون ماهران في فن السحر ، وهما يحاولان التغلب علينا والقضاء على ديننا لتكون لهما السيادة في البلاد ، ويكون أهلها لهما عبيدا وأتباعا ، فعلينا أن نكون يدا واحدة ضدهما ، ونبذل كل جهد لنفوز عليهما ، وتكون الرفعة والمكانة لنا من دونهما في هذا اليوم المشهود ، وإلا فلن تقوم لنا بعده قائمة .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست