responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 222


قالا له : إنا رسولا ربك ، أما النداء فخصه بموسى لأنه صاحب الدعوة وهارون تابع .
( قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى ) . قال موسى لفرعون جوابا على سؤاله : ربنا هو الذي خلق الخلائق ، فصورها فأحسن صورها دون أن يستعين على ذلك بأحد ، وهو الذي فطر كل مخلوق على الوظيفة التي تحفظ كيانه وبقاءه ، قال الإمام علي ( ع ) : « ألا تنظرون إلى صغير ما خلق اللَّه كيف خلقه ، وأتقن تركيبه ، وخلق السمع والبصر ، وسوى له العظم والبشر » .
وكأنّ موسى يقول لفرعون : ان الرب هو الذي يخلق الأشياء من لا شيء ، فأين أنت من هذا ؟ تماما كما حدث لإبراهيم ( ع ) مع النمرود : « قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهً يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ » - 258 البقرة .
( قالَ » - فرعون - « فَما بالُ الْقُرُونِ الأُولى ) . المراد بالقرون الأولى قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم من الأمم الخالية التي كانت تعبد الأصنام من دون اللَّه ، وأراد فرعون بهذا السؤال الرد على موسى بأنه لو كان هناك إله بالأوصاف التي ذكرت لعبدته الأمم السابقة ، مع العلم بأنها كانت تعبد الأصنام . . وهذا الجواب يحمل معه الدليل على نقضه وفساده لأن الاستدلال على نفي الإله الحق بعبادة من عبد الأصنام تماما كالاستدلال بعمى الخفاش على عدم وجود الشمس .
( قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي ولا يَنْسى ) . أجاب موسى فرعون بأني لست علَّام الغيوب حتى أخبرك عن الأمم البائدة ، فاللَّه وحده هو الذي أحاط بكل شيء علما ، وعلمه دائم لا يعتريه التغيير والتبديل : « يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللَّهُ ونَسُوهُ واللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ » - 6 المجادلة .
وتسأل : ان موسى يعلم علم اليقين أن عبدة الأصنام كانوا على ضلال ، فلما ذا قال لفرعون : اللَّه أعلم بهم ، ولم يقل : كانوا على ضلال ؟
الجواب : لو قال : ان القرون الأولى كانوا ضالين لطالبه فرعون بالدليل الذي يقتنع به السامعون أو يكون حجة دامغة لا يستطيعون إنكارها ، وموسى لا يملك هذا الدليل ، ولذا أجاب فرعون بما لا يطالبه بالدليل عليه .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست