( وما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وما خَلْفَنا وما بَيْنَ ذلِكَ ) . في تفسير الطبري والطبرسي ان رسول اللَّه ( ص ) استبطأ نزول الوحي عليه ، ولما جاءه جبريل قال له : ما منعك ان تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ . فنزلت هذه الآية .
وظاهرها يتفق مع مضمون الرواية المذكورة بخاصة قوله تعالى : ( وما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ) والمعنى ان الأمر في نزول الوحي للَّه وحده فهو المالك لكل شيء ، والمحيط علما بكل شيء في أي زمان أو مكان كان ويكون . . وقوله : ما بين أيدينا إشارة إلى ما يأتي ، وما خلفنا إشارة إلى ما مضى ، وما بين ذلك إشارة إلى الحاضر .
( رَبُّ السَّماواتِ والأَرْضِ وما بَيْنَهُما ) ومن كان ربا للكون يستحيل في حقه النسيان ( فَاعْبُدْهُ واصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ ) . هذا أمر من اللَّه تعالى لنبيه الكريم ان يمضي في مهمة التبليغ لأنها من أعظم العبادات والطاعات ، وان يصبر على ما يلاقيه من الأذى في سبيل ذلك ( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ) . فاللَّه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع صفات الجلال والكمال ، ومن كان كذلك وجبت عبادته وطاعته .
لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا الآية 66 - 72 ويَقُولُ الإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا ( 66 ) أَولا يَذْكُرُ الإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ ولَمْ يَكُ شَيْئاً ( 67 ) فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ والشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ( 68 ) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا ( 69 ) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا ( 70 ) وإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا ( 71 ) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا ونَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا ( 72 )