وشؤم وفساد ( وأَوْصانِي بِالصَّلاةِ والزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا وبَرًّا بِوالِدَتِي ) . لقد أقر بهذا على نفسه بالطاعة والعبودية للَّه ، ونفى أن يكون إلها أو ولدا للإله أو شريكا له كما يزعم النصارى ( ولَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا ) كما يزعم اليهود ، بل هو عبد صالح ، ونبي مرسل كما يعتقد المسلمون ( والسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ أَمُوتُ ويَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) سبق نظيره قريبا في الآية 15 .
( ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ) أي يشكون ويختلفون .
هذه هي كلمة الحق والعلم والعدل في السيد المسيح ، لا هو جبار شقي كما قال اليهود ، ولا هو إله أو ابنه أو شريكه كما قال النصارى . . انه نبي يبلغ رسالات ربه ، وعبد من عباده يصلي ويزكي ، وهو مبارك ينفع الناس ، ومتواضع محسن لأمه وغيرها .
( ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ » . ولو كان للَّه أولاد لاحتكروا لأنفسهم جميع خيراته وبركاته ، ومنعوها عن كل مخلوق ، وأفسدوا ما أصلح الأب ، وملأوا الكون شرا وضلالا تماما كما يفعل بعض أبناء القادة في هذا العصر . وتقدم نظير هذه الآية في سورة آل عمران الآية 59 ، وسورة الإسراء الآية 111 .
هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ الآية 36 - 40 وإِنَّ اللَّهً رَبِّي ورَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ ( 36 ) فَاخْتَلَفَ الأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ( 37 ) أَسْمِعْ بِهِمْ وأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ( 38 ) وأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وهُمْ فِي غَفْلَةٍ وهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ( 39 ) إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ ومَنْ عَلَيْها وإِلَيْنا يُرْجَعُونَ ( 40 )