الإعراب :
جملة تحمله حال . وكيف نكلم ( كيف ) حال أي على أيّ حال نكلم ، أو مفعول مطلق على معنى أي كلام نكلم . ومن كان ( كان ) تامة بمعنى وجد ، وصبيا حال . وأينما ( أين ) شرط وما زائدة . وما دمت حيا ( ما ) مصدرية ظرفية أي مدة دوام حياتي .
المعنى :
( فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ ) . وضعت مريم وليدها ، فحملته إلى قومها ، وهي آمنة مطمئنة لأن الحمل الذي تسبب في اتهامها هو أصدق شاهد على نزاهتها ( قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا ) بدعواك الحمل من غير دنس ومواقعة . . انها محض افتراء ( يا أُخْتَ هارُونَ ) هو أخو موسى ، وهي من نسله ، والقصد تذكيرها بأصلها الطيب ، وانه إذا زكا الأصل يجب ان يزكو الفرع ، فكيف صدر منها ما لم يصدر مثله عن أصلها ( ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ) . فمن تشبهين أنت بفعلتك هذه التي لا يقدم عليها إلا من كانت بنتا لرجل سوء ، أو بنت امرأة بغي ! .
( فَأَشارَتْ إِلَيْهِ ) تستشهده على براءتها ، وهو أصدق الشاهدين ، لأنه ينطق بلسان اللَّه ( قالُوا ) متعجبين : ( كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ) . ولكن الذي في المهد كلمهم قبل ان يكلموه و ( قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وجَعَلَنِي نَبِيًّا ) أي سيجعلني نبيا فيما بعد ، لأن الرضيع لا يكون قدوة للناس ، وحجة عليهم ، كيف وهو غير مسؤول عن أقواله وأفعاله فهل يكون مسؤولا عن تبليغ رسالات اللَّه إلى عباده ؟ . وفيما سبق نقلنا عن الأناجيل ان عيسى بعث في سن الثلاثين ، وانما تكلم في المهد لتبرئة أمه من الزنا والفجور ، لا لأنه نبي مرسل ، انظر عيسى ونبوة الأطفال ج 3 ص 144 .
( وجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ ) . وكل من ينفع الناس بجهة من الجهات فهو مبارك وميمون ، وكل من يضار بواحد من الناس فضلا عن الجماعة فهو شر