responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 175


يكون اللَّه سبحانه قد ألهمها إلى هذه الخلوة ليعلمها جبريل بولادة عيسى ( ع ) ، وهي في معزل عن الناس .
( فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا ) . المراد بروحنا جبريل ، وقد تمثل أمامها في صورة انسان تام الخلقة . وفي بعض التفاسير انه جاءها في صورة الإنسان لتأنس به ، وفي تفسير ثان انها خافت منه وذعرت لهذه المفاجأة . . غريب يقتحم عليها من غير استئذان ، وهي في عزلتها ؟ . ان هذا لشيء مريب . .
وهذا القول أرجح وأصح بدليل انها فزعت و ( قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ) . استجير باللَّه من شرك ان كنت تؤمن به وبحسابه وعذابه ، خوّفته من اللَّه لأنها لا تملك وسيلة لردعه في مقامها هذا سوى التخويف من اللَّه ، وإلا فهي مستجيرة باللَّه متوكلة عليه ، سواء أكان الذي خافته تقيا ، أم شقيا .
( قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ ولَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ولَمْ أَكُ بَغِيًّا ) . تبشرني بغلام ؟ . كيف ؟ . ومن أين ؟ . ولا زوج لي ، ولا اقدم على الخيانة والفجور . . ( قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ولِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ ورَحْمَةً مِنَّا وكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا ) . قال لها الروح الأمين :
ان أسباب الولادة لا تنحصر عند اللَّه بالمضاجعة والمواقعة ، فكما أوجد الأشياء بأسبابها المألوفة فإنه يوجدها أيضا بكلمة « كن » تماما كما أوجد الكون من لا شيء ، وآدم من غير أب وأم . . وقد شاء سبحانه أن يجعل مولودك دليلا واضحا على عظمة الخالق ، ونبوة المولود ، وان يكون رحمة للانسانية ، وحجة دامغة على بني إسرائيل الذين حاولوا قتله . وشرحنا ذلك مفصلا عند تفسير الآية 45 وما بعدها من سورة آل عمران ج 2 ص 61 .
الحمل بعيسى الآية 22 - 26 فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا ( 22 ) فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا ( 23 ) فَناداها مِنْ تَحْتِها

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست