مقدوره ، وقد عبّر الرسول ( ص ) عن ذلك بالجهاد الأكبر ، فقد روي انه بعث سرية ، فلما رجعوا قال : مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر ، وبقي عليهم الجهاد الأكبر . فقيل له : وما الجهاد الأكبر يا رسول اللَّه ؟ قال : جهاد النفس ، ان أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه .
( إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهً بِئْسَ الشَّرابُ وساءَتْ مُرْتَفَقاً ) . هذا تهديد وإنذار لمن آثر الكفر على الايمان والباطل على الحق . . والسرادق الخيمة ، والقصد ان العذاب محيط بهم من جميع الجهات ، تماما كما تظلل الخيمة من فيها من كل جهاته . والمهل خثارة الزيت ، وهو شديد الاشتعال ، والمرفق المتكأ ، والمعنى ان للطاغين شر العذاب ، وبئس المآب .
لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ الآية 30 - 31 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ( 30 ) أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ ويَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً ( 31 ) اللغة :
العدن الإقامة ، يقال : عدن في المكان إذا أقام فيه . والأساور جمع أسوار وسوار ، وأصل الجمع أساوير وحذفت الياء للتخفيف . والسندس ضرب من الحرير الرقيق . والإستبرق الغليظ منه . والأرائك جمع أريكة السرير .