الإعراب :
ان الذين آمنوا خبر ان الجملة من انّا لا نضيع والعائد محذوف أي منهم .
وعملا مفعول أحسن أي من عمل الحسن . ومن ذهب متعلق بمحذوف صفة لأساور ، ومن سندس صفة ثانية للثياب . ومتكئين حال من ضمير يلبسون .
المعنى :
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ) . بعد ان ذكر سبحانه الظالمين وعقابهم ذكر الصالحين وثوابهم ، وبيّن نوع هذا الثواب بقوله : ( أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ ويَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً ) . يحلون من حليت المرأة إذا لبست حليها ، وضمير فيها للجنة ، والأساور والثياب والأرائك وما إليها تندرج في قوله تعالى : « وفِيها ما تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وتَلَذُّ الأَعْيُنُ » - 71 الزخرف ، وقال الإمام علي ( ع ) : كل نعيم دون الجنة محقور ، وكل بلاء دون النار عافية ، وتقدم نظيره مرات ، منها الآية 82 من سورة البقرة و 57 من سورة النساء و 171 من سورة آل عمران .
وطريف قول بعض الصوفية : ان المراد بالحلي التوحيد ، وبالثياب الخضر الصفات الموجبة للسرور ، وبالسندس المواهب الذاتية ، وبالإستبرق الأخلاق المكتسبة ، وبالأرائك أسماء اللَّه . . ولا جرأة على اللَّه أعظم من تفسير مقاصده بالوهم والخيال ، أو بالهوى والغرض .
بين غني كافر وفقير مؤمن الآية 32 - 44 واضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وحَفَفْناهُما