بدلا من ثلاثمائة ، وقرئ بإضافة مائة إلى السنين على ان تكون سنين في موضع سنة ، لأن مائة لا تضاف إلا إلى مفرد . وتسعا مفعول ازدادوا . أبصر به الضمير في ( به ) يعود إلى اللَّه تعالى ، واسمع وابصر للتعجب أي ما أبصره وما أسمعه ! .
المعنى :
( ولا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ ) . بعد ان قال سبحانه لنبيه الكريم : « فَلا تُمارِ فِيهِمْ » أمره ان يعلق كل شيء بمشيئة اللَّه ، ووجه المناسبة بين النهي عن الجدال وبين الأمر بالتعليق على مشيئة اللَّه ان الإنسان قد يذهل ، فيفعل ما كان قد عزم على تركه ، أو يترك ما كان قد عزم على فعله ، ويجوز هذا حتى في حق المعصوم على شريطة ان لا يكون في الفعل أو الترك معصية للَّه ، لأن المعصية لا تجتمع مع العصمة بحال ، تماما كما لا يجتمع العلم بالشيء والجهل به في آن واحد .
المشيئة العليا ان للظروف تأثيرها ، ما في ذلك ريب ، ولكنها لا تعاكس الإنسان في كل شيء ولا تسعفه في كل شيء . . وأي انسان حقق كل ما أراد ، مهما بلغت قدرته ، وامتد سلطانه ؟ . ومن الذي استطاع ان يجعل امرأته أو ولده كما يشاء خلقا وخلقا ؟ . واعطف على هذا المثال ما شئت من الأمثلة . . وأيضا ما من أحد عاندته الظروف في كل ما طلب وأراد ، حتى في الكلام والنوم - مثلا - إذن ، فإرادة الإنسان قائمة ، ولها تأثيرها وعملها .
ولكن هذه الإرادة محكومة بمشيئة عليا ، وهي تقول للإنسان : إذا أردت شيئا فاطلبه من أسبابه الكونية التي جعلتها طريقا إليه ، وإياك أن تنسى أو تتجاهل ذكري ، وأنت تسير على طريقي هذا ، فأنا الذي خلقتك وهيأت لك الأسباب ، وأرشدتك إليها ، وأمرتك باتباعها . . وأيضا لا تنس ان الطريق الذي مهدته لك