responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 115


والشاهد في هذه القصة دلالتها الحسية على ما أشار إليه سبحانه بقوله : « لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها » وان الإنسان خالد بخلود خالقه ، وانما ينتقل من دار إلى دار ، والويل كل الويل لمن ترك دار الباقية إلى دار الفانية ، وهو يجحد الآخرة ، أو وهو لم يعد العدة لها .
( سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ ويَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ ويَقُولُونَ سَبْعَةٌ وثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ) . اختلف الناس في مكان الكهف : أين كان ؟
فقيل : كان في فلسطين بالقرب من بيت المقدس . وقيل : في الموصل . وقيل :
في الأندلس من جهة غرناطة ، إلى غير ذلك من الأقوال . وأيضا اختلفوا في زمانهم : هل كان قبل السيد المسيح أو بعده ؟ . بل وفي الطعام الذي أوصى أهل الكهف أحدهم أن يشتريه لهم ، هل هو التمر أو الزبيب أو اللحم . بل وفي لون الكلب : هل كان أسمر أو أنمر أي فيه بقع سوداء وأخرى بيضاء ، إلى كثير من هذه الخلافات . . إذن ، فلا غرابة إذا وقع النزاع والاختلاف في عدد أهل الكهف .
وفي تفسير الرازي والطبرسي انه لما وفد نصارى نجران إلى النبي ( ص ) جرى ذكر أهل الكهف ، فقال اليعقوبية منهم : كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم . وقال النسطورية : كانوا خمسة سادسهم كلبهم . فقال المسلمون : بل سبعة وثامنهم كلبهم . . ثم قال الرازي : وأكثر المفسرين على انهم سبعة وثامنهم كلبهم ، وذكر أربعة أوجه لصحة هذا القول ، ثلاثة منها فيها نظر ، والرابع له وجه ، ويتلخص بأن اللَّه سبحانه وصف كلا من القول بالثلاثة والقول بالخمسة بأنه رجم بالغيب ، دون القول بالسبعة ، فوجب أن يكون هو الحق .
( قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ) . بعد أن أشار سبحانه إلى اختلاف الناس في عدد أصحاب الكهف ، وان أقوالهم كلها أو بعضها رجم بالغيب - قال لنبيه الكريم : ان هذا الاختلاف لم يقع في شيء هام ، وان على الإنسان أن يوكل علمه إلى اللَّه تعالى ، وأن يعتبر بما جرى لأصحاب الكهف ، ويتخذ منه دليلا على البعث ، لا أن يجادل في عددهم أو مكانهم أو زمانهم . .
فإن الغرض من هذه القصة هو الاعتبار والاتعاظ ، بل ان جميع قصص القرآن

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست