responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 114


على قلوبهم وأنمناهم ثم أيقظناهم أيضا ، أعثرنا عليهم ، أي أطلعنا الناس أو أهل المدينة المجاورة على حقيقة أصحاب الكهف ، والضمير في يتنازعون وفي أمرهم يعودان إلى أهل المدينة المجاورة للكهف ، لأنهم اختلفوا : هل أهل الكهف نائمون أو ميتون ؟ . وقع هذا الاختلاف بين أهل المدينة لما رأوا النقود القديمة مع الذي أراد أن يشتري بها الطعام ، وذهبوا إلى الكهف ورأوا أجساما على الأرض لا تتحرك ولا تتكلم . أما قوله تعالى : « قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ . . » الخ » فإنه يشير إلى أن أهل المدينة انقسموا في شأن أهل الكهف ، فمن قائل : نتركهم كما هم عليه . وقائل : بل نسد الكهف عليهم . وقال فريق ثالث : نبني عليهم مسجدا يصلي فيه الناس . وقد غلب هذا الرأي على بقية الآراء .
وبعد بيان المراد من كلمات الآية نبدأ بالتفصيل . . من عادة القرآن الكريم أن يحذف كل ما يمكن فهمه من سياق الكلام ، أو من اللوازم التي لا تنفك عن طبيعة الحادثة ، وعلى هذا الأساس حذف هنا عددا من الجمل لأنها تعرف من السياق وطبيعة الحال ، وتتلخص الجمل المحذوفة بأن أحدهم ذهب إلى المدينة لشراء الطعام ، وكان حذرا كما أوصاه الرفاق ، ولكنه فوجئ بأمر لم يكن في الحسبان وذلك انه حين أعطى الدراهم لصاحب الطعام تأملها هذا ، وقال : هذه النقود قديمة ، وهي من عهد الملك « دقيانوس » كما قيل . ولا أحد يتعامل الآن بها .
قال الرجل صاحب النقود : كيف من الأمس إلى اليوم ؟ . وشاع الخبر بين أهل المدينة ، ولما سألوا عن شأنه وشأن النقود أخبرهم انه خرج وأصحابا له هربا بدينهم من الطغاة وآووا إلى الكهف ، فقال قائل من الحاضرين : أجل ، سمعت ان جماعة فروا في الزمن القديم بدينهم خوفا من ملكهم دقيانوس المرسوم على هذه النقود ، ولجأوا إلى الكهف ، ولعلهم هؤلاء ، فهرع الناس إلى الكهف بعد أن سبقهم إليه صاحب النقود ، وأخبر أصحابه بما كان .
وخاتمة القصة انه بعد أن انكشف أمرهم تضرعوا إلى اللَّه ، كما تضرعوا إليه حين دخلوا الكهف ، وطلبوا منه أن يشملهم برحمته ، ويختار ما فيه للَّه رضا ، ولهم فيه صلاح ، وما أتموا دعاءهم هذا حتى وقعوا جميعا أجساما هامدة ، وانتقلت أرواحهم الطاهرة إلى ربهم حيث النعيم الخالد ، فاتخذ الناس عليهم مسجدا .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست