responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 347


والثالث : أنّه لما أُمر بالامهال ، والتأخير في قوله : * ( فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا ) * كأنّ فيه تعلق النفس بالعافية في ذلك ، فقال أمهلوهم فإنّهم لا يعجزون الله ، ولا يفوتونه ، إذ هو * ( عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) * .
وإنّما أمرهم بالصفح والعفو وإن كانوا مضطهدين مقهورين مقموعين ، من حيث أنّ كثيراً من المسلمين كانوا عزيزين في عشائرهم وأقوامهم ، يقدرون على الانتصار والانتقام من الكفّار ، فأمرهم الله تعالى بأن يعفوا وإن قدروا حتى يأتي الله بأمره .
قوله تعالى : * ( وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ وما تُقَدِّمُوا لأِنْفسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) * آية واحدة بلا خلاف ( 110 ) .
إن قيل : ما المقتضي لذكر الصلاة والزكاة ها هنا .
قلنا : انّه تعالى لما أخبرهم بشدّة عداوة اليهود لهم وأمرهم بالصفح عنهم قال : * ( أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ) * فإنّ في ذلك معونة على الصبر مع ما تجزون بهما من الثواب والأجر ، كما قال في موضع آخر : * ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ) * .
وقوله : * ( وَمَا تُقَدِّمُوا ) * معنى * ( ما ) * الجزاء ، وجوابه * ( تَجِدُوهُ ) * ومثله * ( مَا يَفْتَح اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا ) * والخير المذكور في الآية هو العمل الصالح الّذي يرضاه الله ، ومعنى * ( تَجِدُوهُ ) * أي تجدوا ثوابه ، وكذا قال الربيع كما قال ابن نجا :
وسبحت المدينة لا تلمها [1]



[1] - وعجز البيت : رأت قمراً بسوقهم نهاراً .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست