اختلف المفسّرون في سبب نزول هذه الآية ، فروي عن ابن عباس أنّه قال : قال رافع بن خزيمة ، ووهب بن زيد لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إئتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرأه ، وفجّر لنا أنهاراً ، نتّبعك ونصدّقك ، فأنزل الله في ذلك من قولهما : * ( أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ ) * .
وقال الحسن : عنى بذلك المشركين من العرب لمّا سألوه فقالوا : * ( أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً ) * [1] وقالوا : * ( أَوْ نَرَى رَبَّنَا ) * [2] .
وقال السدي : سألت العرب محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يأتيهم بالله فيروه جهرة .
وقال مجاهد : سألت قريش محمداً أن يجعل لهم الصفا ذهباً ، فقال : نعم هو لكم كالمائدة لبني إسرائيل ، فأبوا ورجعوا .
وقال أبو عليّ : روي أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سأله قومه أن يجعل لهم ذات أنواط كما كان للمشركين ذات أنواط ، وهي شجرة كانوا يعبدونها ، ويعلّقون عليها التمر ، وغيره من المأكولات ، كما سألوا موسى : * ( اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ) * [3] .
ومعنى * ( أم ) * في قوله : * ( أَمْ تُرِيدُونَ ) * التوبيخ ، وإن كان لفظها لفظ الاستفهام كقوله تعالى : * ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ ) * [4] .
وقوله : * ( سَوَاءَ السَّبِيل ) * معناه قصد الطريق - على قول الحسن - وسواء بالمدّ تكون على ثلاثة أوجه بمعنى قصد وعدل ، وبمعنى وسط ، كقوله : * ( خُذُوهُ
