ألستم خير من ركب المطايا * واندى العالمين بطون راح ؟
وأنكر الطبري أن يدخل حرف الاستفهام على حرف الجحد بمعنى الاثبات .
والبيت الّذي أنشدناه يفسد ما قاله ، وأيضاً قوله : * ( أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ) * [1] وقوله : * ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ) * [2] وغير ذلك يفسد ما قاله .
والوجه الثاني : أنّه خطاب للنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمراد به أمته ، كما قال : * ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ ) * [3] وقال جميل بن معمر :
ألا انّ جيراني العشية رائح * دعتهم دواع من هوى ومنادح [4] وإنّما يحسن ذلك ، لأنّ غرضه الخبر عن واحد فلذلك قال ( رائح ) ، وقال أيضاً :
خليلي فيما عشتما هل رأيتما * قتيلاً بكى من حب قاتله قبلي [5] يريد قاتلته ، فكنّى بالمذكر عن المؤنث . قال الكميت :
إلى السراج المنير أحمد لا * يعدلني رغبة ولا رَهَب [6]
