أحدهما : أنّ معنى قوله : * ( أَلَمْ تَعْلَمْ ) * اما علمت ؟
والثاني : أنّه خرج ذلك مخرج التقرير ، كما قال : * ( أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ ) * [1] .
وفيه جواب ثالث : أنّه خطاب للنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمراد أُمته ؛ بدلالة قوله بعد ذلك : * ( وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ) * .
قوله تعالى : * ( ألَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ والأرْضِ وما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ ولا نَصِيرٍ ) * آية ( 107 ) .
* ( الولي ) * في الآية : هو القيم بالأمر ، من وليه الشيء ، ومنه ولي عهد المسلمين ، ومعنى قوله : * ( مِنْ دُونِ اللَّهِ ) * سوى الله ، قال أمية بن أبي الصلت :
يا نفس ما لك دون الله من واقي * وما على حدثان الدهر من باقي [2] وفي قوله : * ( مَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ) * ثلاثة أوجه :
أحدها : التحذير من سخط الله وعقابه إذ لا أحد يمنع منه .
والثاني : التسكين لنفوسهم انّ الله ناصرهم دون غيره ، إذ لا يعتد بنصر أحد مع نصره .
والثالث : التفريق بين حالهم وحال عبّاد الأوثان ، مدحاً وذماً لأولئك ، وبهذا قال أبو عليّ الجبائي :
وإنّما قال للنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : * ( ألم تعلم أنّ الله له ملك السماوات والأرض ) * وإن كان النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عالماً بانّ له الملك كلّه ، لأمرين :
أحدهما : التقرير والتنبيه الّذي يؤول إلى معنى الإيجاب ، كما قال جرير :
