الفعل يدلّ على الفاعل ، وما لم يسبق المحدث فهو محدث ، والأوّل كقوله : تعلم النحو والفقه .
فإن قيل : كيف يفرّق بين المرء وزوجه ؟
قلنا فيه ثلاثة أقوال :
أحدها : أنّه إذا تعلّم السحر كفر فحرمت عليه امرأته .
والثاني : أن يمشي بينهما بالنميمة حتى يفسد بينهما ، فيفضي إلى الطلاق والبينونة .
والثالث : قال قتادة وغيره : يوجِد كلّ واحد منهما على صاحبه ويبغّضه إليه .
وقيل : انّه كان من شرع سليمان أنّ من تعلّم السحر بانت منه زوجته ، وقوله : * ( مِنْهُمَا ) * الضمير - قيل : - انّه راجع إلى الملكين ، وقيل : بل إلى الكفر والسحر ، لأنّه تقدّم الدليل عليهما في قوله : * ( وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا ) * كما جاء * ( سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى ) * [1] أي يتجنّب الذكرى .
ومن قال الملائكة معصومون ، يقول الكناية ترجع إلى الكفر والسحر لا غير دون الملكين ، فكأنّه قيل : * ( فَيَتَعَلَّمُونَ ) * مكان ما علّماهم * ( مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) * كقول القائل : ليت لنا من كذا وكذا كذا : أي بدله . قال الشاعر :
جمعت من الخيرات وطباً وعُلبة * وصراً لأخلاف المزممة البزل
