responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 322


وقوله : * ( وَمَا يُعَلِّمَان مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) * يتصل قوله : * ( فَلا تَكْفُرْ ) * بأحد ثلاثة أشياء :
أحدها : فلا تكفر بالعمل بالسحر ، والثاني : فلا تكفر بتعلّم السحر ويكون ممّا امتحن الله ( عز وجل ) به كما امتحن بالنهر في قوله : * ( فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي ) * [1] .
وثالثها : فلا تكفر بواحد منهما للتعلم للسحر والعمل به .
فإن قيل : كيف يجوز أن يعلّم الملكان السحر ؟
قيل : يعلّمان ما السحر وكيف الاحتيال به ليجتنب ، ولئلاّ يتموّه على الناس أنّه من جنس المعجزات التي تظهر على يد الأنبياء فيبطل الاستدلال به .
وقال جماعة من المفسّرين منهم أبو عليّ وغيره : أنزلهما الله من السماء وجعلهما بهيئة الانس ، حتى بيّنا للناس بطلان السحر .
وقال الحسن وقتادة : أخذ عليهما ألا يعلّماه * ( حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) * .
وقوله : * ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) * على قول من جعل ( ما ) جحداً .
وقوله : * ( وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ ) * .
يحتمل أن يكون ذلك من قول هاروت وماروت وليسا ملكين ، كما يقول الغاوي الخليع لنا انّك في ضلال فلا تردّ ما أنا فيه ، فيقرّ بالذنب وهو يأتيه .
والتقدير على هذا : * ( وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا ) * هاروت وماروت .
فمن قرأ الملكين - بفتح اللام - وهو قراءة الجمهور اختلفوا ، فمنهم من قال : انّ سحرة اليهود زعموا أنّ الله أنزل السحر على لسان جبريل ، وميكايل إلى سليمان ، فأكذبهم الله بذلك وفي الكلام تقديم وتأخير ، فتقديره وما كفر سليمان وما أنزل على الملكين ، ولكن الشياطين كفروا ، يعلّمان الناس السحر ، ببابل هاروت وماروت ، وهما رجلان ببابل غير الملكين اسم أحدهما هاروت والآخر ماروت ، ويكون هاروت وماروت بياناً عن الناس ، وقال قوم : انّ هاروت وماروت ملكان من الملائكة .
واختلفوا في سبب هبوطهما على قولين :
فقال قوم : انّ الله أهبطهما ليأمرا بالدين ، وينهيا عن السحر ، لأنّ السحر كان كثيراً في ذلك الوقت ، ثم اختلفوا فقال قوم : كانا يعلّمان الناس كيفية السحر وينهيانهم عن فعله ، ليكون النهي بعد العلم به ، لأنّ من لا يعرف الشيء فلا يمكنه اجتنابه ، وقال قوم آخرون : لم يكن للملكين تعليم السحر ولا إظهاره ، لما في تعليمه من الاغراء بفعله ، والثالث هبطا لمجرد النهي - إذ كان السحر فاشياً - .
وقال قوم : كان سبب هبوطهما أنّ الملائكة تعجّبت من معاصي بني آدم مع كثرة نعم الله عليهم ، فقال لهم : أمّا لو كنتم مكانهم لعملتم مثل أعمالهم ، فقالوا : سبحانك ما كان ينبغي لنا ، فأمرهم أن يختاروا ملكين ليهبطا إلى الأرض .



[1] - البقرة : 249 .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست