والثاني : أنّ اليهود لمّا قالت : جبريل عدوّنا ، وميكال وليّنا ، خصّا بالذكر ، لئلاّ يزعم اليهود أنّ جبريل وميكال مخصوصان من جملة الملائكة ، وغير داخلين في جملتهم ، فنصّ الله تعالى عليهما ، لابطال ما يتأوّلونه من التخصيص ، ثم قال : * ( فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) * ولم يقل فإنّه ، فكرر اسم الله لئلاّ يظنّ أنّ الكناية راجعة إلى جبرائيل ، أو ميكائيل ، ولم يقل : لهم ، لأنّه يجوز أن ينتقلوا عن العداوة بالإيمان .
وفي هذه الآية دلالة على خطأ من قال من المجبرة : انّ الأمر ليس بمحدث احتجاجاً بقوله : * ( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ) * [1] قالوا : فلمّا أفرد الأمر بالذكر بعد ذكره الخلق دلّ على أنّ الأمر ليس بمخلوق .
ولو كان الأمر على ما قالوه ، لوجب أن لا يكون جبريل وميكائيل من الملائكة ، ونظير ذلك أيضاً قوله : * ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ ) * [2] .
قوله تعالى : * ( ولَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وما يَكْفُرُ بِها إِلاَّ الْفاسِقُونَ ) * آية بلا خلاف ( 99 ) .
المعنى :
معنى الآيات يحتمل أمرين :
أحدهما : ذكره البلخي وجماعة من أهل العلم يعني سائر الآيات المعجزات التي أعطاها الله النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من الآيات : القرآن وما فيه ، وغير ذلك من الدلالات .
