تعالى : * ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) * [1] . فقال ابن صوريا : خصلة واحدة إن قلتها آمنت بك واتبعتك ، أيّ ملك يأتيك بما ينزل الله لك ؟ قال : جبريل ، قالوا : ذلك عدوّنا ينزل بالقتال والشدة والحرب ، وميكائيل ينزل باليسر والرخاء ، فلو كان ميكائيل هو الّذي يأتيك آمنّا بك ، فأنزل الله ( عز وجل ) هذه الآية .
المعنى :
وقوله : * ( مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) * يعني القرآن .
ونصب مصدّقاً على الحال ، والهاء في قوله : * ( نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ ) * يا محمّد * ( مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ) * يعني القرآن ، ويعني مصدّقاً لما سلف من كتب الله أمامه التي أنزلها على رسله ، وتصديقاً لها : موافقةً لمعانيها في الأمر باتباع النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وما جاء به من عند الله ، وإنّما أضافه * ( هُدىً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) * من حيث كانوا المهتدين به ، والعالمين العاملين به - على ما بيّناه فيما مضى - .
قوله تعالى : * ( مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ ومَلائِكَتِهِ ورُسُلِهِ وجِبْرِيلَ ومِيكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ ) * آية ( 98 ) .
وقد بيّنا اختلاف القرّاء في جبريل وميكائيل - وإن كانا من جملة الملائكة - فإنّما افردا بالذكر ، لأجل أمرين :
أحدهما : ذكرا لفضلهما ومنزلتهما ، كما قال : * ( فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ) * [2] ولما تقدّم من فضلهما ، وأنّ الآية نزلت فيهما ، وفيما جرى من ذكرهما .
