* ( وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ ) * أي بمباعده من العذاب أن يعمر لأنّه لو عمّر ما تمنّى لما دفعه طول العمر من عذاب الله تعالى على معاصيه ، وإنّما وصف الله اليهود بأنّهم أحرص الناس على حياة لعلمهم بما قد أعدّ الله لهم في الآخرة على كفرهم ، ممّا لا يقرّ به أهل الشرك الذين لا يؤمنون بالبعث ويعلمون ما هناك من العذاب ، وانّ المشركين لا يصدّقون ببعث ولا عقاب ، واليهود أحرص منهم على الحياة وأكره للموت .
وقوله : * ( وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنْ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ ) * يعني وما التعمير وطول البقاء بمزحزحه من عذاب الله ، وهو عماد لطلب ( ما ) الاسم أكثر من طلبها الفعل ، كما قال الشاعر :
وهل هو مرفوع بما ها هنا راس [1] وانّ في قوله : * ( يُعَمَّرَ ) * رفع بمزحزحه وحسنت الباء في قوله : * ( بِمُزَحْزِحِهِ ) * كما تقول : ما عبد الله بملازمة زيد وهي التي مع ما ذكره عماد للفعل ، لاستفتاح العرب النكرة قبل المعرفة .
وقال قوم : انّ هو التي مع ما كناية عن ذكر العمر ، وجعل أن يعمّر مترجماً عن هو ، يريد ما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمّر أي وإن عمّر ، قال الزجاج : وما هو كناية عن أحدهم كأنّه قال : وما أحدهم بمزحزحه من العذاب ،
