وقوله : * ( فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ) * يعني قل يا محمّد ليهود بني إسرائيل إذا قلت لهم آمنوا - قالوا لك نؤمن بما أنزل علينا - : لم تقتلون إن كنتم مؤمنين بما أنزل الله عليكم - أنبياءه - وقد حرّم عليكم في الكتاب الّذي أنزل عليكم قتلهم ، بل أمركم فيه باتباعهم وطاعتهم وتصديقهم ، وفي ذلك تكذيب لهم في قولهم نؤمن بما أنزل علينا ، وتعيير عليهم .
وقوله : * ( فَلِمَ تَقْتُلُونَ ) * وإن كان بلفظ الاستقبال المراد به الماضي ، بدلالة قوله : من قبل ، وذلك لما مضى ، كما قال : * ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ ) * [1] أي ما تلت . قال الشاعر :
ولقد أمر على اللئيم يسبني * فمضيت عنه وقلت لا يعنيني [2] وفي رواية أخرى ثمت ، قلت يريد بقوله ولقد أمر بدلالة قوله : فمضيت ولم يقل فأمضى ، وقال آخر :
وانّي لآتيكم تشكر ما مضى * من الامر واستيجاب ما كان في غد [3] يعني بذلك ما يكون في غد . قال الحطيئة :
شهد الحطيئة حين يلقى ربه * انّ الوليد أحق بالعذر [4] يعني يشهد ، وقال آخر :
